يُتابع قاطنو المخيمات الفلسطينية في لبنان دقائق الثورة السورية لحظة بلحظة. فقلب هذه ينبُض بدم الثورة السورية. ويتحدث بعضهم عن مرحلة سقوط النظام السوري كأنه يراها، فيما يعدّ آخرون العدة لمرحلة آتية لا ريب فيها. بين هذه وتلك، ينشط في الغرف المغلقة شبّانٌ من نوعٍ آخر يعملون ليل نهار لإنجاح مشروعٍ حتمي. وهؤلاء هم الإسلاميون الذين تبرز بينهم بقايا تنظيمَي «جند الشام وفتح الإسلام». ومنذ عدة أيام، أُعيدت إلى مخيم عين الحلوة الكائن شرق صيدا، ثماني جثث لشبان فلسطينيين قصدوا سوريا للجهاد. أبرز هؤلاء القياديان سابقاً في تنظيم جند الشام محمود سليمان ومحمود عبدالقادر. وأجّجت الجثامين العائدة صدور كثيرين، وإزاء ذلك، دقّت القوى الأمنية في أروقتها الداخلية جرس الإنذار للتأهب، وتزامن ذلك مع تكثيف لجنة متابعة القوى الفلسطينية في المخيم اجتماعاتها حتى أصبحت يومية. وفي هذا السياق، علمت «الشرق» من مصادر أمنية رفيعة أن أجهزة الاستخبارات تمكنت من رصد اتصالات يُبيّن مضمونها أن عدداً من الخلايا النائمة للمجموعات الإسلامية المتطرفة في المخيم، أبرزها مجموعات فتح الاسلام وجند الشام، قرّرت إعادة تنظيم نفسها وتجديد الهيكلة بشكل مجموعات صغيرة منفصلة الواحدة عن الأخرى، بشكل لا يتعدى عدد أفراد المجموعة الواحدة الأربعة. ترافق ذلك مع تقارير إعلامية نُشرت تتحدث عن توجّه لدى القوى الفلسطينية بتحويل المخيم إلى مخيم داعم بالمطلق للثورة السورية. ليس هذا فحسب، بل العمل على اجتثاث كل ما هو مؤيد أو داعم للنظام السوري. وسجّلت المعلومات الأمنية أحداثاً أمنية شهدها مخيم «عين الحلوة» في الأيام الماضية، تمثّلت في محاولة عناصر إسلامية متطرفة السيطرة على مركز تنظيم الصاعقة المؤيد للنظام السوري. كذلك شهد المخيم عدداً من الاشتباكات المحدودة مسفرة عن سقوط عدد من الجرحى. إضافة إلى تصفية فلسطيني كشفت المعلومات أن عناصر من فتح الإسلام اكتشفوا أنه مخبرٌ لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية. كما حاول بعض أفراد هذه المجموعات اقتحام مركز «الصاعقة» التابع ل»فتح الانتفاضة» داخل مخيم عين الحلوة بالأسلحة الرشاشة، ثم أزالوا صور الرئيس السوري بشار الأسد من داخله، وأشارت المعلومات إلى أنهم يعدون للاعتداء على مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة داخل المخيم، لاعتبارهم أنّه لا يمكن أن يبقى هناك أي مركز تابع للنظام السوري داخل عين الحلوة. كل ذلك أفشل محاولات القيمين على المخيم بتحييده نحو عامين عن الجحيم السوري. تجدر الإشارة إلى أنّ تقريراً أمنياً كُشف النقاب عنه أشار إلى أن القياديَّين السابقين في فتح الإسلام هيثم الشعبي وبلال بدر اللذين يوجدان في منطقة الطوارئ، يتوليان إعداد بعض الشباب الفلسطيني للقتال في سوريا.