يعيش الفنان الستيني محمد بخاري في غرفة نوم لا تتعدى الأربعة أمتار مربعة، داخل دار المسنين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية بالدمام، حيث يزين جدران غرفته بلوحاته التي يعتز بها، ويعدها بناته اللاتي لم يرين النور في الحقيقة. غرغرينا ووصل الفنان بخاري إلى دار العجزة بالدمام التابع لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية، راجعاً إلى أرض الوطن،عقب تركه للبنان التي قضى فيها نصف عمره، يرسم طبيعتها القريبة من قلبه، بعد أن أصابته (غرغرينا)، فتضررت جراءها رجله اليمنى، ويتقاضى بخاري حاليا مبلغا ماليا من الدار نظراً لهذه الإصابة، لكنه يجد نفسه وحيدا أعزبا دون أسرة، ويمارس هوايته المحببة داخل غرفة نومه. زوار معجبون و تلقى بخاري ردود فعل إيجابية أثناء زيارة وفد طلابي من مجمع الأمير محمد بن فهد الثانوي، يرافقهم المرشد الطلابي ومعلم التربية الإسلامية في خطوة تربوية هادفة للاطلاع على أحوال تلك الفئة المفتقرة إلى الدعم، و المساندة. و أبدوا إعجابهم الشديد، بلوحات الفنان المسن، بعد ما أخذ يشرح عمله بالريشة وإلهاماته التي يستقيها من واقع الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية، يقول الفنان بخاري» أتعايش مع الواقع في رسوماتي، تعلمت الفن في لبنان، ثم عدت إلى وطني لكني صدمت بواقعي المر عندما تقطعت بي السبل لأجد نفسي داخل دار رعاية المسنين لا أملك سوى قلمي وريشتي وبعض لوحاتي»، و أكمل» أعشق الهدوء بطبيعتي، ولي نصيب في بيع بعض لوحاتي لمهتمين بالفن، بل سبق وأقمت معرضا فنيا. وأكد مرافق وفد مجمع الأمير محمد بن فهد التعليمي محمد الدعجاني أن بخاري موهبة فنية تستحق الاهتمام و الرعاية من قبل هيئات متخصصة بالفن كجمعية الفنون مثلا ويضيف» يرسم بحرفية عالية ويشكل من المقتنيات البسيطة لوحات رائعة تؤكد للمشاهد والمتذوق الحس الفني الذي يتمتع به ذلك المبدع». إلهام سياسي استقى الفنان بخاري بعض أفكار لوحاته من خلال الحراك السياسي، فتجده تارة يشرح لوحة فيقول» تمثل المعترك السياسي بتونس، وترى في اللوحة (بوعزيزي) وهو يحرق نفسه، عندما نجحت ثورته بإسقاط النظام»، ويقتني بخاري مذياعا صغيراً يستمع فيه لبعض الإذاعات الأوروبية كما يدخن السيجار بشراهة حيث يسمح لنزلاء دار المسنين بالتدخين . غرفة نوم بخاري معرض فني دائم