علماء ومفكرون ودعاة يدعون لاستصدار ميثاق شرف أخلاقي يجرِّم المساس بالأنبياء

أكد علماء ومفكرون ودعاة على ضرورة التحرك الدولي لمواجهة المسيئين للأديان بأشكالهم وصورهم كافة، معتبرين أن ذلك لا يكون إلا باستصدار ميثاق شرف أخلاقي يجرم التعدي على الأديان والإساءة لها، مع أهمية محاسبة المعتدين وملاحقتهم قانونياً.
وشددوا على أن هذه المعاني كلها تجلت في كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في المدينة المنورة بعد وضع حجر الأساس لأكبر توسعة يشهدها الحرم النبوي الشريف، عندما دعا عقلاء العالم للتصدي لهذه الإساءات، عقب الفيلم المسيء بحق الإسلام والرسول -محمد صلى الله عليه وسلم-، مشيرين إلى أن هذه الكلمة نداء لكل عقلاء العالم من دعاة الاعتدال لإخماد الفتن يلجم المسيئين للأديان.
ابن حميد: الفكر لا يقابل إلا بالفكر
قال مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير، الدكتور عبدالله بن حميد، إنه ليس من العقل، ولا من المنطق، ولا الدين، أن يكون الرد على الأفكار الضالة التي يتبناها الحاقدون، وأعداء هذا الدين، بمنكر، لما ينتج عنه من عواقب وخيمة.
وأضاف إن الرد يكون عليهم بالحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، وأن الفكر لا يقابل إلا بالفكر، مشيداً بمشروع مركز حوار الأديان، الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين، متلمساً منه أن يحارب الفكر بالفكر، موضحاً أنه من هنا سيكون للمشروع العظيم آثاره الحميدة في مستقبل الأجيال المقبلة.
كما أشاد بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بتوسعة الحرم النبوي الشريف، مشيراً إلى أنها تعد مأثرة عظيمة على مدى التاريخ، في التوسعة على المسلمين، وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثنيان: تجسيدٌ لموقف المملكة العقلاني
قال عضو مجلس الشورى السابق، الدكتور عبدالعزيز الثنيان: إن حديث خادم الحرمين الشريفين عن موضوع الهجوم على ثوابت الإسلام وقيمه يؤكد أن المملكة العربية السعودية حامية المقدسات، والمشرفة على حماية وخدمة بيت الله الحرام، من خلال دعم خادم الحرمين الشريفين، الأمر الذي يعد تجسيداً لموقف المملكة ككل.
وأبان الثنيان، أن التعبير عن رفض الاستهزاء بالرسول الكريم لا يكون من خلال العنف، ولا القسوة، ولا الغوغائية، وإنما بإبراز منهج الإسلام السمح. مشيراً إلى أن المصطفى، أمر بإبراز صورة الإسلام المشرقة المتمثلة في الرفق بالتعامل، مؤكداً أن المملكة تعاملت مع الفيلم المسيء بكل عقلانية، دون التعرض لغير المسلمين أو إيذائهم.
بادحدح: دعوة واعية بالأبعاد المختلفة
قال الأمين المساعد لمنظمة نصرة خاتم الأنبياء، وأستاذ الشريعة في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور علي بادحدح: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين تمثل دعوةً للعقلاء لكي يحكّموا شرع الله، وينظروا في المصالح القريبة والبعيدة، وليست مجرد تحقيق فعل ناشئ عن حماسة غير واعية وغير مدركة للأبعاد المختلفة.
وأضاف أنها دعوة مفتوحة لعقلاء المجتمعات غير الإسلامية لكي يضبطوا هذه الإساءات التي تدل على حقد ولا مبالاة، وعدم احترام الشعوب، وعدم مراعاة ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى، ولكي يصححوا النظرات الفكرية والممارسات التي تجري تحت أسماء غير صحيحة، موضحاً أن ثقافة الكراهية والإساءة للآخرين لا تمثل حرية التعبير، وإنما حرية الإساءة، التي تترتب عليها مفاسد كبيرة من حيث الاختلاف بين الشعوب، والصراع بين الحضارات، وإيجاد مزيد من أسباب التوتر والتأزم في العالم.
البطحي: دعوة سيكون لها ثقل وتأثير
قال مدير عام صحة البيئة في أمانة منطقة الرياض، المهندس سليمان البطحي: «لا يُستغرب من خادم الحرمين الشريفين دعوته عقلاء العالم التصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية، أو إلى الأنبياء والرسل، فهي تأتي من شخصية لها ثقلها في العالم الإسلامي، وستصل إلى جميع قادة ورؤساء دول العالم، وستكون بإذن الله لها ثقلها وتأثيرها».
وناشد البطحي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ضرورة إنشاء هيئة إسلامية حقوقية عالمية، للملاحقة القانونية لمن يسيء إلى جميع الأنبياء والرسل، رضوان الله وسلامه عليهم جميعاً.
الضاحي: موقف ثابت لبلاد الحرمين الشريفين
أكد عضو مجلس الشورى، طلال الضاحي، أن دعوة الملك عبدالله لعقلاء العالم للتصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانة السماوية، وللأنبياء والرسل، هي موقف ثابت للمملكة العربية السعودية، التي شرفها الله بالحرمين الشريفين، وترجمها الملك عبدالله عملياً من خلال مركز الحوار بين أتباع الديانات السماوية في فيينا. وقال: «طبقاً لما قاله الملك عبدالله، يجب أن تتحد الأديان كافة، وفق موقف ثابت نستمد منه العزيمة والقوة في الدفاع ضد كل من يحاول أن يمس العقيدة، أو النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو الأديان السماوية»، داعياً إلى ضرورة التحرك السلمي الدولي الجماعي لإيقاف هذه القلة من الحاقدين.
وأضاف أن الذين يسيئون إلى الديانات السماوية ليسوا سوى مجموعة تحاول زعزعة الأمن والاستقرار، ليس في البلد الذي يحمل هذه المجموعة فقط، وإنما في العالم أجمع، وردة الفعل التي حدثت بعد عرض الفيلم المسيء لرسول الله في العالم دليل واضح على ما يقال، ولذلك لا حرية لمن يريد أن يمس رمزاً من الرموز الدينية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وأن الأمة الإسلامية وفقاً لتعاليم الدين معنية بالدفاع عمن حملوا رسالة الله في أرضه. وأوضح أن قيام مركز الملك عبدلله للحوار بين أتباع الديانات يعنى بالحوار، بغية الوصول إلى لغة مشتركة تجعل كلمة الجميع واحدة. وعلى سبيل المثال، لا الحصر، يضم مجلس الأمناء في مركز الحوارات عضوية ممثلين عن الأديان السماوية في العالم، بهدف جمع الكلمة واتحاد اللغة في وجه كل من يحاول الإساءة لدين آخر.
العوني: جواب عملي على سفاهة الإساءات المتكررة
شدد رئيس مجلس إدارة اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء، وعضو مجلس الشورى، الدكتور الشريف حاتم العوني، على أن رسالة خادم الحرمين الشريفين «تبيّن مكانة النبي – صلى الله عليه وسلم – عند الأمة الإسلامية، وتبين جزءاً من تعظيمها، وحبها له، عليه الصلاة والسلام». وأكد أنها تعد جواباً عملياً وقوياً على سفاهة الإساءات المتكررة لمقام خاتم الأنبياء – صلى الله عليه وسلم – لا مجرد شعارات، أو كلمات استنكار.
وأضاف: لا يضر المسلمين، ولا يصل إلى مقدساتهم من تلك الإساءات شيء، بل ما يزداد الإسلام إلا عزاً، ولا قدر نبينا – صلى الله عليه وسلم – إلا رفعة، ولا محبته في قلوب المسلمين إلا تمكناً.
وأشاد العوني بتدشين خادم الحرمين الشريفين مشروع توسعة الحرم النبوي، معتبراً هذه التوسعة هدية خادم الحرمين الشريفين للمسلمين جميعاً، لافتاً إلى أنه ما من مسلم على وجه الأرض إلا ويسره أن يُعظّم مسجد رسول، الله صلى الله عليه وسلم، ولو في أدنى مظهر من مظاهر التعظيم، فكيف إذا بلغ هذا التعظيم أن يكون أكبر توسعة يشهدها التاريخ كله.
السلمي: توجيهٌ للعقلاء للمساهمة في إيقاف الإساءات
أوضح مدير مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور عياض السلمي، أن كلمة خادم الحرمين هي توجيه لعقلاء العالم للتدخل والتصدي لكل من يحاول الإساءة إلى الديانات السماوية، وإلى العقلاء، الذين حصلت الإساءة في مجتمعاتهم، وفي دولهم، لكي يساهموا في إيقاف الإساءات من خلال توعية مجتمعاتهم، والتنديد بمثل هذه الأفلام المسيئة، وغيرها من الأعمال التي تتخذ الفن طريقاً للإساءة والأذى.
وقال: إن خادم الحرمين الشريفين بيَّن لهم عواقب هذه الأمور في تغذية التطرف والإرهاب. مضيفاً: «إذا كان المجتمع الدولي ينادي بمحاربة الإرهاب، وتجفيف منابعه، فإنه من الواجب عليه أن يوقف هؤلاء عن الإساءة لرموزنا الدينية، حيث إنهم يدفعون سذج المسلمين إلى أن يقعوا في فخ الإرهاب، وأن يقوموا بأعمال تؤذي عموم المسلمين»، مبيناً: «نحن الآن نحاول أن نفقِّه المسلمين، ونحاول أن نخفف من الحدة التي هم عليها، ولكن توالي هذه الإساءات تفقد المجتمع الدولي مصداقيته، ولن تتقبلهم أطياف المسلمين، بعد أن تتكرر أفعال مجتمعاتهم المشينة مرة بعد أخرى».
عالم: خطوة تتوافق مع مقاصد الشريعة
أشار مدير مركز الدعوة والإرشاد في منطقة مكة المكرمة، محمد مرزا عالم، أن الانطلاق في مثل هذه المسائل التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، بضرورة محاربة الأفكار المتطرفة، والوقوف في صف واحد من قبل عقلاء العالم للتصدي لها، تعتبر مسائل مشتركة بين كثير من الشعوب، وكثير من أتباع الأديان.
وقال «أتوقع أن تحمل هذه الدعوة معاني أخرى عديدة ذات إيجابية لدول العالم لمعرفة حقيقة الإسلام والمسلمين وحرمة التعرض للرموز الدينية»، واصفا كلمة الملك عبدالله ب «الخطوة التي تتوافق مع مقاصد الشريعة، ومع كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم».
وأضاف أن الإحاطة بمثل هذه الموضوعات، وبهذه الروح والخلفية، يحث عليها الإسلام، حيث إن الإيمان بنبي، والكفر بآخر، يعتبر كفراً بجميع الأنبياء، لافتا إلى أن الانطلاق بمثل هذه المعاني التي حرص عليها خادم الحرمين الشريفين في خطابه الأخير، والدعوة لوجود مثل هذا البيان بين دول العالم، يعتبر مما تدعو إليه الشريعة السمحة، وتحث عليه وتأمر به، وأضاف «هذا المعنى يعد من المعاني التي تتضمنها الدعوة للإسلام، وبلا شك فإن بحث مثل هذه المضامين ليس بحثاً شرعياً فحسب، بل بحثا عالميا من جهة رعاية المواثيق الدولية، ومن جهة سعي استحضار وإنكار وتجريم من استهزأ بالأنبياء والمرسلين».
قاضي قضاة الأردن: ردة فعل منطقية ومعتدلة وحازمة
وصف قاضي قضاة الأردن، إمام الحضرة الهاشمية، الدكتور أحمد هليل، الكلمة بأنها جاءت في المكان والزمان المناسبين، فقد انطلقت من المدينة المنورة، بجانب قبر الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، وفي وقت ينتظر الجميع من المسلمين ردة فعل منطقية ومعتدلة وحازمة. وأكد أن الكلمة لامست قلوب المسلمين، حاملة صدق نوايا خادم الحرمين الشريفين بالدفاع عن الرسول والدين، وتحمل حزماً بضرورة معالجة هذه الإساءات من خلال تحرك عقلاء العالم لاستصدار ميثاق شرف يجرم كل من يسيء للأديان.
الهيجان: الكلمة دليل على توازن سياسة المملكة
أكد عضو مجلس الشورى، عبدالرحمن الهجيان، أن كلمة الملك عبدالله الموجهة إلى عقلاء العالم تدل وتؤكد على سياسة المملكة المتوازنة، وما هي إلا تطبيق لمبدأ الحوار الذي سارت عليه المملكة، وتجلى في إنشاء مركز الحوار الوطني، والدعوة إلى الحوار العالمي لجمع كلمة كل العالم ضد الإساءة إلى أي رسالة سماوية مقدسة.
وأوضح الهجيان أن سياسة المملكة متوازنة دائماً، وأن الدراسة أثبتت أن كل فعل وردة فعل مبالغ فيها لا تأتي بأي نتيجة إيجابية، وخير دليل على ذلك عدم قبول العالم، من مسلمين وغير مسلمين، الإساءة إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولذلك يجب أن تجتمع كلمة العلماء والقيادات والمفكرين على رفض أي إساءة إلى الرسل والأنبياء، وبناء قنوات فاعلة قادرة على ضبط النفس، وتجتمع على الحوار.
الفاخري: المملكة تعمل على فتح قنوات للحوار البناء
بيّن عضو جمعية حقوق الإنسان الوطنية، خالد الفاخري، أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين تقوم بجهود رائدة وذات أبعاد إنسانية لإرساء مبادئ حقوق الإنسان. وقال «تعمل المملكة على فتح قنوات الحوار البناء على جميع الأديان السماوية، كما تساهم في احترام حق كل إنسان، وإرساء الأمن والسلام الدوليين، اللذين يعتبران مطلباً مهماً لجميع شعوب العالم».
وتابع «تقابل الجهود الإنسانية التي تقوم بها المملكة على الصعيد الدولي بعض السلوكيات التي تقوم بها فئات شاذة ممنهجة تؤجج العنصرية بين شعوب العالم لتحقيق أجندة سياسية بهدف جعل العالم يعيش صراعات وأعمال عنف وانتهاك لحقوق الإنسان». وأشار الفاخري إلى أن المملكة أسست للحوار الوطني داخلياً، ودعت للحوار بين الأديان والثقافات على المستوى الدولي، ودعت إلى نبذ التفرقة والعنصرية والطائفية والتطرف بشتى أنواعه، لترسيخ مبدأ الحوار بين الأديان، واحترام الآخر في أكثر من موقف كان آخرها المبادرة الكريمة التي دعا إليها الملك عبدالله لتعزيز قيم الحوار بين الأديان السماوية، وتعتبر من المبادرات التي تساهم في تصحيح الصورة المغلوطة في الدين الإسلامي، وترسخ مبدأ التسامح والحوار، ونبذ العنف والتطرف، وتدعو للتعايش مع الاختلاف، والقضاء على أي مظهر من مظاهر العنف.
المرسال: مواجهة حكيمة لأفعال تقصد استفزاز المسلمين
أكد مستشار وزير الشؤون الإسلامية، عضو لجان المناصحة، الدكتور ماجد المرسال، أن استشعار خادم الحرمين الشريفين لحجم الإساءات للأديان والأنبياء والرسل وخطورتها، يعني أنه لا يمكن السكوت عليها، والتسامح مع مطلقها.
وأوضح أن الملك عبدالله يدرك أنه لا يمكن مواجهة الإساءات بالعنف والتخريب والإرهاب، وإنما المواجهة الحكيمة، من خلال دعوة العقلاء والمعتدلين ودعاة الوسطية.
وأشار المرسال إلى أن كثيراً من هذه الأفعال يقصد بها استفزاز المسلمين واستغلال ردود الفعل السلبية لتشويه الإسلام، مشدداً على أن خادم الحرمين الشريفين يدرك ذلك، فكانت هذه الكلمة التي تطالب بتحويل الأقوال إلى أفعال.
وقال إن الإساءة للأديان مشكلة تواجه كثيراً من دول العالم، بحكم الانفتاح والتباين واختلاف الثقافات والحضارات، وتوفر وسائل التواصل، وعدم وجود قوانين تجرم هذه الأفعال، مما يجعل النيل من الثوابت ميسوراً لكثير من الناس الذين لا يدركون مآلات ونتيجة هذه الأفعال.
وأضاف «نتيجة لحالة الانفلات الحاصل، كان من الضرورة دعوة عقلاء العالم للتصدي لهذه الإساءات، ولن يكون الحل من طرف واحد، بل لابد من تكاتف الجميع من كل الأديان لمحاربة مثل هذه التصرفات المشينة، وهنا لابد من أن يكون هناك ميثاق شرف أخلاقي يلزم الجميع بعدم التعدي، وأن الإساءة للأديان لا تدخل ضمن الحريات، لأنه يؤدي لمفاسد كثيرة، وفتن، والعالم اليوم ليس بحاجة لمثل هذه الخصومات».
وأكد المرسال أن إيقاف هذه الإساءات لا يكون إلا من خلال تقنين تلتزم به المنظمات الدولية والحكومات، مشيراً إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي صدح بها من المدينة المنورة حملت هذه المعاني.
د . أحمد هليل
د . حاتم العوني
د . خالد الفخري
د . عبد العزيز الثنيان
د . علي بادحدح
د . عياض السلمي
د . ماجد المرسال
طلال الضاحي
عبد الرحمن الهيجان