بصراحة لم أكن أرغب التحدث عما يخص المنتخب الأول وخروجه المخجل من كأس العرب، لكيلا يُفهم قصدي (غلط) أو يعتبره المسؤولون (سخرية)، ولكن تقرير الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، أثلج صدري ودعاني لفتح الموضوع، حيث توقَّع «الفيفا» تأهل المنتخب السعودي الشاب لنهائيات كأس العالم 2013 في تركيا (تحت 20 عاماً)، مؤكداً في تقريره أن المنتخب الشاب بيده أن يمحو خيبة أمل المنتخب السعودي الأول، الذي بات يقدّم نتائج سلبية للكرة السعودية. للحق، الجميع متفائل بالمنتخب الشاب وبنجومه الموهوبين، حتى قبل تقرير الفيفا، فما يقدِّمه المنتخب السعودي تحت عشرين عاماً ما هو إلا نموذج لمستقبل واعد للكرة السعودية تحت قيادة الإسباني سيرخيو، الذي يطبِّق كرة قدم جماعية حديثة، والذي بدوري أدعو القائمين على المنتخب الأول أن يتعلموا من طريق وأسلوب واختيار عناصر منتخب الشباب، وطريقة آدائهم داخل المستطيل الأخضر. في المقابل، كان هجوم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل على الإعلام الرياضي، وكل من سخر -على حد قوله- من مشاركة الأخضر في كأس العرب مبالغ فيه، فمن خلال متابعتي لما تناولته وسائل الإعلام المختلفة عقب الخروج من كأس العرب لم يكن تشفيا أو سخرية وشماته (والله أعلم)، فلا أظن أن هناك مواطنا أو إعلاميا يجرؤ على التشفي من منتخب بلاده، ولكن ما طرح كان ردة فعل طبيعية ونقدا واضحا وشفافا لمستوى الأخضر مع منتخبات نحن نتفوق عليهم في كل شي، وأقصد في كل شي (مهاريا – خبرة – إمكانات مادية – وغيرها)، ومازلنا نتغنى بالشهير ريكارد ولكن دون نتائج، حتى اختياره لعناصر المنتخب ليست جديرة ولا تستحق على المستوى الفني، في حين أن أبرز اللاعبين في الدوري كان خارج حسابات ريكارد. أضم صوتي لما ذكره الأمير نواف حول اشتراكنا جميعا في مسؤولية المنتخب، ولكن هذا لا يعني أن نتوقف عن النقد وأن نرى الخطأ بأعيننا ونسكت، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والإعلام السعودي حريص على أن يكون لديهم منتخب قوي ومنافس لأن النجاح للجميع والإخفاق للجميع. توقيع خالد صائم الدهر