أبدى سكان حي القرينية بمنطقة الخمرة بجنوب جدة دهشتهم من قرار إدارة التربية والتعليم بنقل المدرسة الثانوية، التي استحدثت مؤخراً بالحي إلى وسط المدينة، الأمر الذي أربك حساباتهم وحسابات الأحياء السبعة المجاورة التي كانت ستستفيد من المدرسة. وقال عدد من السكان ل»الشرق» إنهم غير مدركين حتى الآن الأسباب الحقيقية التي بُني عليها هذا القرار، بعد أن حصلوا عقب سنوات طويلة من المطالبات على موافقة وزارية باستحداث مدرسة ثانوية «مسائية» تضاف إلى المدرسة المتوسطة القائمة حالياً، وهو ما وضع حداً لقلقهم ومعاناة أبنائهم الذين يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة ثانوية في حي القوزين الذي يبعد عنهم عشرين كيلومتراً، ويسلكون خلالها ما أطلق عليه «طريق الموت» الذي تقطعه عشرات الشاحنات، وهو ما أوقع بعضهم ضحية للحوادث المرورية. وقال على الحربي إنهم صدموا من قرار الإدارة الذي أبلغوا به قبل حوالى أسبوعين، وهو ما أفسد عليهم فرحتهم وجعلهم في حيرة من أمرهم، على الرغم من أن الموافقة الوزارية صدرت باستحداث هذه المدرسة بحيهم. وأضاف صالح سوعان إن مسؤولين قاما بزيارة موقع المدرسة للوقوف عليها بعد استحداثها بشهرين، ورفعا تقريراً للإدارة، مشيراً إلى أن السكان رفعوا شكوى باسمهم إلى إدارة التربية للتظلّم من قرارها. ولفت إلى أنهم الآن يعانون في تسجيل أبنائهم في المدارس للعام الدراسي المقبل، بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية للمدارس أو بعدها عن الحي أو عدم توفر أبسط الخدمات بها، من ملاعب ومختبرات وغيرها. وذكر محمد الأسمري أنه من المفترض أن تخصص قطع أراض في كل مخطط لبناء المدارس بدلاً من عملية البحث التي تقوم بها الوزارة لاحقاً لبناء المدارس أو اللجوء لاستئجار المباني. أما مبارك البلوي فأشار إلى أن المدرسة المشار إليها استحدثت في الحي، وعين لها مدير ومدرسون، لكنها ودون سابق إنذار سُحبت منهم. من جانبه أكّد المتحدث الرسمي باسم إدارة التربية والتعليم في جدة عبدالمجيد الغامدي ل»الشرق» أنه وبالرجوع إلى الجهات المختصة تبيّن أن قرار نقل المدرسة جاء للمصلحة العامة، حتى تخدم أكبر شريحة ممكنة من الطلاب.