قال تعالى: «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أخذ الأجرة حاسبه الله عن العمل». أقول لإخواني الموظفين، والعاملين بأقسام التمريض، هذه المهنة النبيلة، الشريفة، التي يكسب بها، كل من اجتهد في عمله، إضافة إلى مكسب الأجر من الله. وإني أعرف البعض لا يعمل على الوجه المطلوب، وليعلم هذا الممرض، أنه يوجد من هو مطلع عليه، وهو رب العالمين، رب السماوات والأرض، وهو يعلم السر وأخفى، وهو الذي يحاسبه على عمله. ولكن هناك بشرى سارة للمجتهدين في عملهم، بالثواب الكثير من الله، علماً بأن الشوكة عندما تشك صاحبها، يأخذ عليها الأجر من الله عز وجل، وكذلك من قام بعلاج المريض، سواء من طبيب أو ممرض أوعامل يقوم بتنظيف المرضى أو غرفهم. لذا أوصي نفسي وأبنائي وبناتي العاملين في مجال الصحة، أن يتقوا الله في هؤلاء المرضى، ويقوموا بتأدية واجباتهم العملية على أتم وجه، محتسبين أجرهم عند الله عز وجل، وقد قال الصادق المصدوق (الكلمة الطيبة صدقة)، فمقابلة الإنسان بابتسامة، والسلام عليه، تفشي المحبة والألفة بين الناس، فما بال من كان نائماً على أحد الأسرة البيضاء، ينتظر من يزوره ويواسيه، ويدعو له بالشفاء، ومن باب أولى من يقوم بعلاجه، والتخفيف عليه من حدة المرض، سواء بالإشراف على العلاج، أو عمل الغيارات اللازمة، أو حتى التنظيف والتطهير، فإنّ الله عز وجل لا تخفى عليه خافية، وإنه من عمل عملاً حسناً يؤجر عليه، ويضاعفه الله له أضعافاً كثيرة. والله يحفظكم ويرعاكم.