رحمك الله يا جدي صالح وأسكنك فسيح جناته، كم كنت رحيما بنا وكم كان وجودك بيننا جميلاً حيث جعل لحياتنا طعما ومذاقا يختلف عنه الآن بعد رحيلك، الصغير افتقدك قبل الكبير والبعيد افتقدك كما افتقدك القريب، كل شيء في بيتك مازال ينطق باسمك كالأشخاص الموجودين فيه، سجادتك وغرفتك ومكتبتك وحقائبك وأوراقك ومذكراتك، فيا منية النفس انتهت ساعات لقائنا بك، وتمزقت على أعتاب الحزن ابتساماتنا بعد فراقك، فما أصعب فراق الأحبة وما أصعب نسيانهم، فكيف لا وهم متربعون على عرش قلوبنا وسر من أسرار وجودنا ومفتاح من مفاتيح سعادتنا، كيف تهنأ النفس لفراقهم ويهدأ البال عن التفكير بهم، كم هو مر طعم فراقهم عندما يرحلون من الدنيا، ولكنهم من قلوبنا لن يرحلوا، سنظل ندعو الله عز وجل أن نلتقي بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر بإذن الله.