أكد امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، على أهمية مقاصد الحجّ، فلا دعوةَ إلاّ إلى الله وحدَه، ولا شعارَ إلاّ شعارُ التوحيدِ والسنّة، فالدين دين الله والشرع شرعه، والواجب على من بلغه كلام الله وسنة رسوله أن يتبع الحق ويطرح ما سواه، ولا يترك القرآن والسنة لقول أحد مهما كان. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم :" حجاج بيت الله وزوار مسجد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هذا بيت الله المعظم وهذا حَرَمُه، هذه العرصات التي قضيّتم أعماركم وأنتم لزيارتها تتلهفون، ومضت أيامكم وأنتم إليها تركعون وتسجدون، هنا معاهد النبي ومن هنا طاف جبريل، هذه الفجاج شهدت نزول الوحي وصاخت لأول التراتيل وهذه البقاع التي ارتضاها الله للإسلام منطَلَقَاً ومَأرِزَا، وللمسلمين قبلةً ومَركَزا، وليس في أركان الإسلام الخمسة ركن يختص بأرض إلا هذا الفرضُ في هذه الأرض فاحمدوا الله على الوصول للمأمول، وهنيئاً لكم هذا المشهد، وطوبى لكم هذا المورد". وأوضح، أن الأمة يمر بها موسمٌ عظيم من خير أيام الله تعالى، وركن من أركان الإسلام العظام ، يتجاوز الله فيه عن الخطايا ويغفر الذنوب ويقيل فيه العثرات ويقبل الدعوات. إنه الحج وإنها أيام عشر ذي الحجة. وأضاف أنها أيام تجيش فيها الصدور عند بلوغ مهوى الأفئدة وتفيض العيون برؤية الأماني وتنقطع القلوب إلا من رحمة الله ، وتخلو النفوس إلا من الشوق له .. تركوا الدنيا بضجيجها وزخرفها وخلافاتها وراء ظهورهم، وتكامل وفدُ الله ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم ، وله يشكرون. ودعا الشيخ آل طالب حجاج بيت الله الحرام فقال لترتج هذه المشاعر بالتكبير والتلبية ولتريقوا على ثراها دماء الهدي والأضحية وتضرعوا لله في ملكوته بأبلغ الثناء وأصدق الأدعية وسيروا كما سار أسلافكم في هذه الفجاج وتلك الأودية، واستشعروا أنكم في حرم هو لكل المسلمين غايةٌ وأمنية. وأكد أن كل من أحدث بين المسلمين سبباً للتنازع والشقاق فقد كفر نعمة التأليف واقتبس حطباً من نار الجاهلية وعق قومه وغش أمته، مؤكدا أن مقدسات الأمم وأعيادَها ضمانة لكل أمة، إنهم وإن اختلفوا جعلوها سبب اتفاقهم ، وإن تنازعوا جعلوها نهاية افتراقهم. وبيَّن آل طالب أن الانتماء الإسلامي هو الشرف الباذخ والعز الشامخ وإن أرهقته الليالي وأثقلته الأيام . فالإسلام هو الدين الذي توارث الأنبياء الدعوة إليه، والقرآن هو كلمة الله الأخيرةُ للبشر، ومحمدٌ خاتم النبيين ورسول رب العالمين فكيف يكون الانتماء إليه خفيض الصوت أو موضع الإهمال أم كيف تتقدم عليه انتماءات بشرية وأرضية.