قبل أسابيع توج معجم أكسفورد البريطاني كلمة جديدة بلقب (كلمة العام 2016) الكلمة هي (ما بعد الحقيقة – truth post) عرفها بأنها «الحالة التي تكون فيها الحقائق الموضوعية أقل تأثيراً في تشكيل الرأي العام من استثارة العواطف والمعتقدات الشخصية». ولإيضاح المفهوم نقول: إن الرغبات والنزوات والغرائز هي المحرك الأساس والمطلب المراد إشباعه حتى لو كان على حساب القيم.. بقطع النظر إن كان هذا المعطى موجهاً لأمتنا الإسلامية أو العربية تحديداً بقصد إيهامنا بأن المبادئ والقيم السامية والأخلاقيات غير ذات جدوى ولم تعد السبيل والمبتغى وبكلام آخر: يجب التخلي عنها أو التخفف من الاعتقاد بها والتعويل عليها، أكرر حتى لو كنا غير مقصودين بهذه الغزوة الفكرية (المبطنة باحترافية) وإن كنت أزعم أن وراء الأكمة ما وراءها! عموماً لنتدارك الأمر ونتحرز ملياً فهذا التبشير جد خطير، فهو يعني من جملة ما يعني مفارقة القيم والتحرر من الأخلاقيات وترجيح المصالح الشخصية، وأن تكون المصلحة الشخصية هي الجادة والهدف الأسمى لحيازة الإشباع والرضا وبمقتضى هذا المنحى أو المخطط الممنهج إن شئنا الدقة يتسربل الفساد الإداري في منظومات العمل بوصفه آفة الأوطان، وشيئاً فشيئاً يضمحل الإخلاص وتتبلد الهمم وتذوي المثل وتتكسر المبادئ فيتقهقر الولاء ونحسب أنه المراد من هذا التبشير (الجهنمي) بطبيعة الحال الشباب هم المستهدفون بالدرجة الأولى فلنعمل جميعاً للتصدي وبقوة لهذا المخطط أو لنقل الحرب الموجهة ولا أقل من تحصين شبابنا وإعادة حقنهم بمصل التمسك بقيم مجتمعنا وأخلاقياته المستلهمة من ديننا الإسلامي.. كلنا معني بهذا الدور بدءا من وسائل الإعلام مروراً بالأسرة وليس انتهاءً بالمؤسسات التعليمية، فلنبدأ ولا مجال للتأخير أو التقاعس، فالخطر قادم لا محالة.