حمّل وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون الحكومات الغربية، مسؤولية ما حدث في سوريا بسبب فشلها وغضها الطرف عن الخطوط الحمراء، وشدد على أهمية محاسبة نظام الأسد على قصفه للمدنيين بالبراميل المتفجرة. وقال جونسون أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ مساء الجمعة: «لم نكن حاسمين منذ البداية في أزمة سوريا مثلاً، فتراجعنا، وما كان لهذا أن يحدث تحت الإدارة الجديدة لترامب». مؤكدأ على ضرورة ألا يغض الغرب الطرف عندما يتجاوز نظام الأسد الخطوط الحمراء، وقال «إن نظام الأسد حين يسقط البراميل المتفجرة على شعبه فيجب أن يدفع ثمن ذلك». و أضاف: «مع الأسف وقع هذا في المقام الأول لأن حكوماتنا كانت فاشلة». وذكر جونسون في إشارة إلى تدخل روسيا في أوكرانيا، أنه كان ينبغي ألا تقبل أوروبا ولا أمريكا أن تقتحم دولة ما دولة أخرى وتضم جزءاً منها إليها. وفي سياق متصل قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن ضغوطاً تمارسها لجنة تحقيق أممية على الحكومة السورية لتسليم أسماء القادة والوحدات العسكرية وكيانات أخرى يشتبه في تورطها بشن هجمات كيميائية، حسبما أفاد تقرير نشر الجمعة. وتوصل تحقيق مشترك أجرته الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن القوات السورية استخدمت غاز الكلور ضد ثلاث قرى في شمال سوريا في 2014 و2015. وفي تقريرها الأخير الذي رفعته إلى مجلس الأمن، قالت اللجنة إنها طلبت رسمياً من سوريا تقديم تفاصيل عن العمليات الجوية، وتحديداً عن قاعدتين جويتين انطلقت منهما مروحيات محملة بالكلور. وأشار التقرير الصادر عن آلية التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن المحققين يسعون إلى معرفة «أسماء وحدات محددة من القوات العربية السورية المسلحة، وأي كيان خارج القوات المسلحة» مدرج في جدول الطيران. وأوضح التقرير أن «معلومات مماثلة ترتدي أهمية كبيرة، لأن القادة مسؤولون عن أي قوات تحت سيطرتهم»، مضيفاً أن الحكومة السورية تجاهلت الطلب. وتسعى فرنساوبريطانيا من خلال مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن الهجمات الكيميائية وحظر بيع مروحيات لسوريا. وأوضحت اللجنة أنها تنتظر مزيداً من التفاصيل من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تشكل بعثات تقصي حقائق لتحديد ما إذا كانت الهجمات الكيميائية وقعت أم لا، دون تحديد المسؤول عنها. ويحظر استخدام الكلور كسلاح بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي انضمت إليها سوريا العام 2013 بضغط من روسيا. ميدانياً تواصلت أمس الهجمة الجوية لطيران الأسد ومدفعيته على حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، وذلك ضمن سياسة التضييق التي تنتهجها قوات الأسد بحق آلاف المدنيين المحاصرين في الحي بمدينة حمص، مخلفة شهداء وجرحى بشكل يومي. وتعرض حي الوعر صباح أمس لقصف جوي من الطيران الحربي بعدة غارات، استهدفت منازل المدنيين، تزامناً مع قصف مدفعي بالأسطوانات المتفجرة، خلفت حتى الساعة ثلاثة شهداء وأكثر من 12 جريحاً، وسط استمرار تحليق طيران الأسد الحربي في أجواء الحي. وفي دمشق سقط ثلاثة شهداء على الأقل بينهم امرأة وأصيب عديد من الأشخاص بجروح جراء قيام قوات الأسد باستهداف حيي القابون وتشرين بالعاصمة دمشق بعدة صواريخ «أرض – أرض» من طراز فيل وبقذائف المدفعية. وفي مدينة درعا ، استهدفت الطائرات الحربية الروسية أحياء درعا البلد المحررة بأكثر من عشر غارات جوية أدت لحدوث أضرار مادية كبيرة، كما واستهدفت قوات الأسد منازل المدنيين بصواريخ «أرض- أرض» شديدة التدمير من طراز «فيل». وفي الريف وثق ناشطون استشهاد أربعة أشخاص من عائلة واحدة جراء قيام طائرات روسية بقصف منزلهم بشكل مباشر في بلدة أم المياذن بالريف الشرقي، كما وألقت مروحيات الأسد براميل متفجرة على البلدة، وتسبب القصف العشوائي أيضاً بسقوط عدد من الجرحى.