حين تدخل إلى أحد فروع الجهات الحكومية أو الخاصة النسائية لإنهاء إجراء معاملة، أو توقيع شهادة، أو استخراج بطاقة وغيرها، ستجد موظفات مشغولات بلاشيء، والتجاهل والعبوس والتذمر كل ما يتَّسمن به، إلى جانب احتراف الرمي بالمراجعة من يوم إلى آخر، أو من مكتب إلى آخر داخل أو خارج المبنى في محاولة للتخلي عن المسؤولية حتى إن كانت الضحية هي مراجعة بعمر الخمسين، أو موظفة قد امتلأ مكتبها بأوراق الاستئذان فقط لإنهاء مثل هذه الإجراءات الروتينية التي يتم إنهاؤها في بعض الدول عن بُعد دون الحاجة إلى كل هذه التعقيدات. أخبرتني إحدى القارئات بأن استخراج بطاقة هوية وطنية لوالدتها استغرق أكثر من عشرة أشهر! وذهلت من حجم المعاناة التي مرت بها فقط لإنهاء مثل هذا الإجراء. وما يزيد من معاناة المراجعة في هذه الجهات سوءُ تعامل معظم الموظفات، وتذمرهن على الرغم من أن سبب وجودهن في هذه الوظائف هو خدمة المراجعات، فلو أن الموظفة تقابل المراجعة بابتسامة، وتحاول بذل جهدها لإنهاء إجراءاتها بما تستطيعه لهانت المسألة، وأصبحت بقية الإجراءات أقل تعقيداً ولو من الجانب النفسي وحسب. ننادي بفتح المجالات العملية للمرأة السعودية لثقتنا في مقدرتها على التميز والإنجاز، لكن: ما أسوأ أن تهدم موظفة متذمرة أو عابسة كل ما تحاول آلاف الموظفات المناضلات إصلاحه. للخدمة المدنية ومديري التوظيف وأصحاب الأعمال: انطلاقاً من المثل الياباني «إذا كنت لا تعرف كيف تبتسم فلا ينبغي أن تفتح متجراً»، فلنُخضع الموظفات والموظفين إلى دورات خاصة بالتعامل قبل أن نلقي بهم في ميدان العمل.