اعتقلت السلطات المغربية أمس الأول شخصا يسمي نفسه «المهدي المنتظر» ويقود جماعة دينية متطرفة تحمل اسم «الجماعة المهداوية»، وله أتباع في عدة مدن مغربية من الجنسين وثقوا في ضلالاته وشكّل معهم جماعة وضعت استراتيجية لتوسيع نفوذها واستقطاب المزيد من الأتباع. وبحسب المعلومات المتوفرة ل «الشرق»، فإن «المهدي المنتظر» المزعوم نجح في بسط سيطرته على مجموعة من الأشخاص بعدما تمكن من إيهامهم بأنه «المهدي»، وأقنعهم بتغيير أسمائهم بداعي أنها مدنسة وبيع ممتلكاتهم لنشر دعوة الجماعة المهداوية، وهو ما حدث بالفعل. وتفيد المعلومات بأن «المهدي المزعوم» يحظى بتبجيل خاص لدرجة القداسة، وأنه فرض على أتباعه مجموعة من العادات، مثل قطع الأرحام، وهجر الوالدين، وعدم الالتزام بأداء صلاة الصبح في وقتها، وفرض الاكتحال، والصلع والتحكم التام في الحياة الزوجية لأتباعه الذين أمرهم بنحر جمل فرَحاً بقدومه. وبالإضافة إلى الأموال التي يحصل عليها من أتباعه فإن زعيم هذه الجماعة يحصل على مبالغ مالية من الخارج٬ يتم صرفها على بعض مريديه لتقوية روابط التبعية له. بدورها، قالت وزارة الداخلية المغربية إنه تم اعتقال أفراد الجماعة في عدة مدن مغربية مثل تاوريرت ووجدة والعروي (شرق البلاد) وفي مدينة الصويرة في الجنوب. وجماعة المهداوية برزت في العراق بدعم إيراني، وهي جماعة دينية متطرفة، ترى أن خروج «الإمام المهدي» لن يتم إلا بعد أن يعمّ الفساد في الأرض، وهي ترى بناءً على ذلك، أهمية إشاعة الفساد بين عامة الناس من أجل الإسراع والمساهمة في خروجه، وهو ما تفسره سلوكيات من جرى اعتقالهم في المغرب.وبالتزامن مع اعتقال هذه الجماعة، انتقد المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، في خطاب ألقاه عبر القناة الحكومية الإيرانية، لحية الملك المغربي محمد السادس، واعتبرها غير إسلامية، لأنها لا تبلغ 13 سنتمترا، داعيا الإيرانيين والمسلمين إلى إحراق العلم المغربي في الساحات العمومية ورجم صورة الملك بالأحذية. وأثارت تصريحات خامنئي استياء عارما في الأوساط المغربية التي أرجعت العداء الإيراني المعلن للمغرب إلى قطع الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران لتأكدها من خطة إيرانية لنشر المذهب الشيعي في المغرب والتدخل في شأنها السياسي المحلي، ردا على تضامن المغرب مع البحرين ورفض المساس بسيادته ووحدته الترابية.ولم تستبعد مصادر «الشرق» أن تكون الأموال التي كانت تُحوَّل للمدَّعي بأنه المهدي المنتظر من جهات إيرانية تسعى إلى زرع البلبلة في البلاد.على خط آخر، يشهد المغرب حالة استنفار قصوى بعدما رفعت السلطات الأمنية حالة التأهب، حيث تم تعميم نقاط التفتيش وحواجز المراقبة في عدد من المدن المغربية والمحاور الطرقية تحسبا لهجمات إرهابية بعد تفكيك جماعة المهدي المنتظر، وكذا على خلفية ما أوردته جماعة تسمى «التوحيد والجهاد» من تهديدات بتحويل المغرب إلى بركة من الدماء، لأن دولة الإسلام لن تقوم إلا على الأشلاء، حسب اعتقاد هذه الجماعة التي أعلنت أيضا هدر دماء وزراء حزب العدالة والتنمية الإسلامي واتهام الحكومة المغربية بالكافرة بداعي أنها لا تحكم بشرع الله. ويأتي هذا الحذر الأمني بعدما نفذت الجماعة ذاتها تفجيرا مدويا في الجارة الجزائر، خلَّف المئات من القتلى. تأهب أمني مغربي (الشرق)