تستهدف القاذفة الأمريكية «لونغ رينج سترايك بومبر»، التي ستصنعها مجموعة «نورثروب غرومان» لصالح وزارة الدفاع (البنتاغون)، اختراق «أرض العدو». لكنها تحتاج إلى كثير من التطوير والابتكار كما يرى خبراء. ويُفترَض أن توضع القاذفة، التي تُسمَّى أيضاً «بي-3» أو «إل آر إس – بي»، في الخدمة اعتباراً من منتصف العقد المقبل بسعرٍ يُقدَّر ب 564 مليون دولار للوحدة. واعتبر وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، أن هذه الطائرة يُفترَض أن تسمح ب«تعزيز قدراتنا على إصابة أي هدف في العالم». وأوضح أن الاستثمارات ستتركز خصوصاً على «أدوات المراقبة والاستطلاع، والحرب الإلكترونية، والأسلحة (القنابل) المتطورة». وكشف «البنتاجون» القليل من المعلومات عن سمات الطائرة التي يُفترَض أن تكون قادرة على التسلل عبر وسائل الدفاع الجوي إلى دولٍ مثل الصين. ويتحدث الخبراء الأمريكيون في توقعاتهم عما يشبه جناحاً طائراً مثل القاذفة «بي-2» الخفية الشهيرة التي أنتجت «نورثروب غرومان» نحو 20 منها فقط في تسعينيات القرن الماضي. ورأى الباحث في معهد ليكسنغتن للأبحاث، لورن تومسون، أن القاذفة الجديدة يجب أن تكون قادرة على نقل «كل أنواع الذخائر من القنابل الصغيرة نسبياً إلى الأهداف الدقيقة والقنابل النووية». وذكر أن الأمر يتعلق بضرب أكثر الأهداف تنوعاً «سواءً كانت مدفونة أو متحركة أو مُحصَّنة بطبقاتٍ عديدة من الإسمنت المسلح». لكن التطور الأكثر حداثة وخطورة من الناحية التقنية يكمن في القدرات الإلكترونية ل «بي-3». وقال تومسون إن القاذفة مصممة ليكون في إمكانها أن تضرب في وسط الصين مثلاً «وبالتالي يجب أن تعتمد على أجهزة الاستشعار الخاصة بها وعلى قدرتها على إجراء الحسابات». وأشار في الوقت نفسه إلى «حتمية أن تكون خفيَّة لكل الحقول الكهرومغناطيسية والرادار والأشعة تحت الحمراء والبصرية، أي أنها يجب أن تمتلك القدرة على التشويش في كل هذه الأبعاد». وبالنسبة له؛ فإنه يجب ألا تقتصر أسلحتها على القنابل «إذ سيكون من الممكن استخدامها في عمليات الحرب الإلكترونية أو لتوجيه أساطيل الطائرات بدون طيار إلى أهدافها». ولاحظ الخبيران في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، تود هاريسون وأندرو هانتر، في دراسةٍ أن «هناك العديد من عوامل الخطر التقنية في الطائرة الجديدة». وبيَّنا أن أنظمة الطائرة الإلكترونية المتطورة يجب أن «تكون قادرة على استقبال وإرسال إلكترونات عبر غلافها»، ما يعني وجود «فتحات» في هيكلها وجناحيها. لكنهما ذكَّرا بأن تصميم هذه الفتحات التي يُفترَض ألا تؤثر على سمتِها كطائرةٍ خفيَّةٍ «كان معقداً ومكلفاً جداً» للطائرات الخفية السابقة في سلاح الجو الأمريكي. ولفتا إلى أن قمرة القيادة في طائرة بي-2 شكَّلت تحدياً تقنياً أصعب بكثير مما كان متوقعاً. ووفقاً لهما؛ فإن على البنتاغون الاستعداد من الآن «لإخفاقات في مرحلة الاختبار» لتجنب خيبات الأمل. وتؤكد الوزارة أن القاذفة التي سيتم إنتاج نماذج بلا طيار منها تبقى مشروعا قابلاً للتطور والتكييف. وقال قائد سلاح الجو فيها، الجنرال مارك ويلش، الثلاثاء الماضي «نصمم هذه المنصة بشكلٍ تكون فيه قابلة للتكييف» خصوصاً عبر استخدام تقنيات لا تقتصر على منتج واحد. وشدد على أن «هذه الهندسة المفتوحة ستسمح بالإبقاء على المنافسة بين مختلف المزودين طوال فترة البرنامج، ما سيجعل من الأسهل إدخال تعديلات مع تقدم التكنولوجيا والتهديدات». وعلى كل حال؛ لم تهدر «نورثروب غرومان» الوقت، بل بدأت تعبئة الجمهور لدعم طائرتها المقبلة. وأنشأت الشركة موقعاً إلكترونياً خاصاً يحمل اسم «أميريكاز نيو بومبر.كوم»، ويدعو خصوصاً إلى توجيه رسائل إلى كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء الكونجرس لدعم المشروع. وكانت آخر طائرات خفية طورها البنتاجون مكلفة جداً. وتُقدَّر كلفة الطائرة المقاتلة «إف-35» متعددة المهام بحوالى 400 مليار دولار، وتوصف بأنها «الطائرة التي كادت أن تصيب الوزارة بالإفلاس».