عند كثير من الناس تتجلى فرحة العيد في الاجتماع والتقارب، حيث تحرص جميع العائلات على الحضور مع بعضها عند كبير العائلة الجد أو الأب، إن هناك ترابطا كبيرا بين حضور العيد وبين فكرة التجمع والتلاقي، ولذلك قد يصبح العيد قطعة من الحزن الموجع لأولئك الذين يعيشون في وحدة أو عزلة عن الناس، أو أولئك المغتربين عن أهلهم وأوطانهم؛ ليس صحيحا أن العيد يدخل الفرح والحبور عند جميع الناس، لأن هناك فئة ليست بالقليلة يفتح لها العيد جروحا مربوطة ويذكرها بعزلتها ووحشتها في ظل تلاقي الناس وتجمعهم. هل أحسست يوما بشعور مسن يعيش بمفرده في صباح العيد؟ أو غريب بعيد عن أبنائه وأهله؟ أو زوجين لم يرزقا بأطفال؟ أو أسرة مهجرة في المخيمات؟ أو مريض حبيس السرير بالمستشفى؟ أو سجين تتساوى بالنسبة له الأيام واللحظات داخل سجنه؟ العيد فرحة نعم.. ولكن ليس لأننا نلبس فيه الجديد والفاخر من الملابس، وليس لأننا نتجمع فيه مع الأقارب والأصحاب، وليس لأننا نزور فيه الملاهي والأماكن العامة، ليس لذلك كله فحسب.. العيد فرحة لأننا استطعنا بكرم من الله أن نتم صيام وقيام رمضان وهذه نعمة لا يدركها ملايين البشر فمن أتمها الله عليه سواء كان غريبا أو سجينا أو وحيدا أو محروما من أي وسائل الفرحة في العيد فله أن يفرح أن وفقه الله لهذه النعمة العظيمة.. نعمة صيام رمضان وإتمامه. قال تعالى (قُلْ بًفَضْلً اللّهً وَبًرَحْمَتًهً فَبًذَلًكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْر مًّمَّا يَجْمَعُونَ) جعلنا الله وإياكم من عتقائه والفائزين برضوانه.