يقف الاتحاد السعودي لكرة اليد هذه الأيام مكتوف اليدين، وتبوء كل محاولاته بالفشل، ودليل ذلك أنه لا يستطيع أن يقنع القائمين على القنوات الرياضية السعودية بمواكبة أحداث مهمة، والقيام بمهام وطنية تتمثل في تغطية تمثيل ناديي الترجي، ومضر الوطن قي محفلين دوليين، فالأول يوجد في ولاية أغادير المغربية، ويخوض غمار منافسات البطولة العربية، التي تحمل اسماً غالياً على الجميع على مستوى الوطن العربي، اسم الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، وهذه المشاركة هي الأولى له خارجياً، وقد تمكن من تحقيق أول انتصار تاريخي له خارج أرض الوطن وعلى حساب فريق متمرس في كرة اليد، وله ثقله في الدوري المحلي في المغرب، وهو الكوكب المراكشي، الذي يضم في صفوفه محترفاً أوكرانياً، وآخر صربياً. أما الثاني، وأعني مضر، صاحب البطولات العريقة المحلية، والعربية، والدولية، فهو يمثل الوطن في كأس العالم للأندية في أبو ظبي الإماراتية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، وبقوة: أين قنواتنا الرياضية من هذين الحدثين، أليس الترجي، ومضر يمثلان الوطن، ويمثلان نحو 28 مليون مواطن؟! وهناك سؤال آخر وهو: ماذا استفدنا، وماذا سنستفيد من هذه القنوات الرياضية، في الوقت الذي نجدها تهتم بنقل مباريات من دوريات غير متابعة، أو ألعاب ليس لها أي شعبية، أم نسينا أن كرة اليد تعتبر لعبة شعبية، ولها جماهيرية كبيرة في مملكتنا الحبيبة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد اللعبة الأولى كرة القدم؟! أسئلة مثل هذين السؤالين أعتقد أن على القائمين على هذه القنوات الرد عليها، وعلى تساؤلات آلاف الجماهير المتشاقة إلى رؤية أنديتها وهي تلعب خارج الوطن، وأخص وزير الإعلام بضرورة الإجابة على مثل هذه الاسئلة. وهنا لا بد أن أشيد بالروح الرياضية، التي تحلى بها رئيس الاتحادين السعودي، والعربي لكرة اليد، تركي الخليوي، ورئيس نادي الترجي، الشخصية المجتهدة، إحسان الجشي، وهما يتناقشان في مسألة النقل التليفزيوني لمباريات الترجي في أغادير عبر «تويتر»، في حوار هادئ، وإن كنا، بوصفنا متابعين لهذا النقاش، لم نحصل على الجواب الشافي. وإن كنت أرى أن نقاشاً مثل هذا ليس مكانه «توتير»، وإنما يجب أن يكون وجهاً لوجه، فمن حق إحسان الجشي أن يتساءل لماذا لم يتم نقل مباريات فريقه؟! وهو لا يملك الجواب على استفسارات جماهير ناديه. وإن كنت أنتظر، كما غيري كثيرون ينتظرون، أن يكون لدى رئيس الاتحاد السعودي تركي الخليوي رداً أكثر إقناعاً، لأنه سيكون أكثر المستفيدين من انتشار، ونقل منافسات كرة اليد، لا سيما وهو يتربع على رأس هرم هذه اللعبة، في حين كانت ردوده بأن اليد قصيرة، وأن محاولات بذلت، وستبذل، ولكن دون جدوى. وأنا هنا أعتقد أن اللوم يطال اتحاد اللعبة من جهة، وبنسبة أقل وزارة إعلامنا الموقرة، ونحن مازلنا ننتظر منهم إجابة السؤال: لماذا أنتم غائبون، وقنواتنا الرياضية تشكو الملل من قل العمل؟!