«ملعب العروبة غير مريح للعب كرة القدم» هكذا حكم كل من شاهد مباراة العروبة والاتحاد وأما بصقة -أجلّكم الله- الروماني «تيتا فاليرو» وتصريح رئيس العروبة المثير للناقل الرسمي فقد أجهزا على بقايا الأمل في متابعة مباراة كرة قدم. أعتقدُ أن ملعب العروبة هذه المرة لا يحتاج مهندساً زراعيّاً فقد بدت أرضية الملعب الذي لُعبت عليه المباراة مترهلة تنفع لأشياء أخرى غير كرة القدم. خمسة آلاف مشجع كانوا عنواناً مناسباً لدورية العروبة والاتحاد غير أن حديقة العروبة رفضت أن نشاهد كرة قدم. الشتاء والصيف في كل مكان ولستُ ممن يقبل برؤية الزراعة الشتوية وضيق ذات اليد أو ضيق الوقت فهي مسألة تتعارض مع مفهوم دوري محترفين ترعاه رابطة نراهن عليها كثيراً وفي ظل أرقام مالية متصاعدة وفي ظل دوري مُتابع على المستوى العربي. الأندية تجتهد ولها جهود تُذكر فتُشكر ولست ألومها فهذه إمكاناتها رغم قناعتي أن أمراء المناطق وبعض رجال الأعمال فيها يقدمون دعماً دائماً وفق المُتاح لكن ذلك لا يُعدُّ كافياً في ظل رياضة تعتمد لغة المال كوسيلة للتفوق. ملعب العروبة وملعب الشعلة وملعب الأخدود ملاعب متواضعة وتحتاج إلى مراجعة مستمرة من الرابطة حتى تكون مواكبة لطموحات الرابطة أولاً، والرياضيين ثانياً. في جانب آخر سجل رئيس العروبة مريح المريح عقب اللقاء كلاماً غير مريح عبر فضائية عن الحكم فهد المرداسي ولجنة الحكام وبدا كأنه جهاز «جي بي إس» حيث رصد مشاركة الحكم فهد المرداسي آسيوياً وقدومه من الرياض ومغادرته إلى الجوف براً أي أنه لم يغمض له جفن، وهو ما حال بينه وبين احتساب ركلتي جزاء. الفريق العروبي لم يكن جيداً ليفوز حتى وهو مُستحق ضربتي جزاء كما نوه رئيس النادي. الفريق في هذا الموسم افتقد مقومات حضور كتلك التي كان يتمتع بها في الموسم الماضي والإدارة رغم جهودها في هذا المجال إلا إنه لم يحالفها التوفيق على مستوى خيارات العنصر الأجنبي المؤثر، وكذلك الجهاز الفني الذي تعاقب على الفريق. الروماني «تيتا فالريو» وإن كانت إدارة الفريق الأقرب لعمله إلا أن الفريق معه يُسجل تراجعاً واضحاً فهو مدرب لا يستطيع التحكم في ردة فعله مما يُفقد لاعبيه التركيز ولا أدل على ذلك من مباراتي الهلال والاتحاد. وقع الروماني في المحظور ولن يعفيه من العقوبة عدم مشاهدة رئيس النادي أو محاولته تأويل حركته البذيئة، وأعتقد أنه سيكون أول الملفات فوق طاولة الانضباط مع يقيني أن إدارة النادي ستكون سباقة في إيقاع العقوبة. لقاء حلوة الجوف أندية جميل تظاهرة يجب أن تنعكس على جمالية المنطقة وطيبة ورقي أهلها وما حدث أرجو ألا يكون سوى سحابة صيف عابرة وعلى القائمين على شؤون الفريق قراءة المشهد بواقعية أكبر والبعد عن بطولات جانبية لا تقدم ولا تؤخر فالعروبة يُمثل منطقة عزيزة، والعروبيون يملكون أفضل مما رأينا.