الوطن الحب الذي لا ينجلي، تتعلق به الأرواح رغماً عنها، فهو الملاذ الأول والأخير، فكل ما قيل وما سوف يقال لا يعبِّر عن الذي يختلج داخل الإنسان من مشاعر تجاه وطنه. كيف لا! وقد عَلَّمَنا عليه الصلاة والسلام هذا الحب عندما قال: لمكة «ما أطيبك من بلد وأحبك إليَّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك»، فقد كانت مكة وطنه قبل أن يرحل عنها، وما زال حبها باقياً في صدره عليه الصلاة والسلام. فيجب أن نفخر بتاريخك يا وطن الذي رسمه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه؛ فقد فعل المستحيل من أجل أن يبني وطناً صالحاً يعيش فيه الناس بأمنٍ وأمان، وسار على هذا المنهج أبناؤه الذين أتوا من بعده، حتى إن شاب هذا الحب بعض المنغِّصات فحبنا للوطن أكبر من كل شيء. حب الوطن أكبر من كل أزماتنا، فهو بريء من كل يد عبثت بمصالح البشر، وكل من أساء لمهنة العمل. سنسير كما كان أجدادنا الذين أرخصوا الأرواح من أجلك، وسندفع الغالي والنفيس لحمايتك وحفظك، فنَمْ قرير العين يا وطن ولا تسأم، نحن كما عهدتنا أبناؤك المخلصون.