انتبه قد تستيقظ غداً وأنت في بلد جديد يدعى وهابستان، أو سنستان، أو شيعستان؛ فالخرائط التي تصادفك في كل صباح ترميك من بلد إلى آخر دون أن تأخذ رأيك في شيء، بل إنها تبني الشائعة تلو الشائعة أن كل خريطة هي الخريطة النهائية والمعتمدة، وأن عليك أن تستعد ليوم التفتيت الكبير.. يا ساتر يارب. المدهش أن أصحاب هذه الخرائط التقسيمية القذرة، لم يختاروا لنا أسماء جميلة على الأقل؛ بل كلها أسماء تسد النفس وتكرس الغرائز، وكأنهم يكتبون فينا قصائد هجاء وتقريع ولا يختارون لنا بلاداً نسكنها كما يقولون، أو بالأحرى يزعمون أنها الحل لكل عاهاتنا. منذ سقوط بغداد وهذه الخرائط الموسمية تحاول جاهدة أن تربك العالم العربي، وأن تخلق جدلاً وشائعات لا حصر لها؛ تقول كلها إننا أمة مؤقتة، وأنه سيأتي اليوم الذي نتفتت فيه إلى كيانات صغيرة وتافهة.. (بالله عليكم فيه أصغر من كذا)؟!! لكن هل أصبحت بلاد العرب رخيصة إلى درجة أن يتولى هؤلاء المغامرون رسم حدودها وتقسيمها كما يشاءون؟ هل لا تزال ظروف وأحوال العرب هذه الأيام هي نفسها أحول وظروف عرب «سيكس بيكو»؟!! هل لا نزال بعد كل هذه التجارب المريرة نقبل القسمة؟ أعرف أن هذه الأسئلة مزعجة جداً، ولكنها في نفس الوقت تدعو عقلاء العالم العربي إلى قراءة كل ما يحاك لهم في الخفاء، وأظن أن مهازل الربيع العربي كانت أوضح مثال أن ثمة من يعمل لتفتيتنا، وإعادتنا إلى الصفر من جديد.. لا تصدقوها ولكن احتاطوا لهؤلاء الأوباش!!