منذ شهر يناير الماضي، وحتى مطلع يونيو الجاري رصدت «الشرق» تسعة وعود لوزارة الإسكان من خلال تصريحات صحفية تعد فيها الوزارة بتسليم أو تجهيز عدد من الوحدات السكنية، كان آخرها بخصوص تسليم 800 أسرة في مكةالمكرمة وحداتها السكنية خلال أشهر. لكن كل هذه الوعود لا يبدو أنها قيد الجاهزية، حيث كشفت جولة «الشرق» على عدد من المناطق نجاحاً جزئياً في عدد من المناطق، وتخبطاً في مناطق أخرى بعضها بسبب المقاول المنفذ، وتأخراً في مناطق أخرى.. بينما مازال عدد كبير من المواطنين ينتظرون بتلهف تنفيذ المشاريع في مواعيدها التي جدولتها الوزارة، بعضها خلال عامين وبعضها خلال عام واحد، فيما جدولت عدداً من المشاريع خلال أشهر دون تحديد.. فعلى سبيل المثال رصدت «الشرق» هذا العنوان (800 أسرة تتسلم وحدات بإسكان «مكة الميسر» خلال أشهر) وعنوان آخر (الإسكان: توزيع 2000 وحدة سكنية في جازان) وعلى الرغم من أن الجولة لم تبين تشاؤماً كبيراً من هذه المواعيد، لكن تفاؤلاً حذراً كما يبدو هو الطاغي، تحسباً من تأخر أكثر من اللازم، حيث سأم المواطنون الانتظار. ففي حفر الباطن ينتظر الأهالي إتمام مشروع الإسكان الخيري التابع لوزارة الإسكان، الذي يضم 950 وحدة سكنية على بعد 15 كم على طريق الرياض، وهو المشروع الذي يتوقع أن يتم تسليمه من قبل الوزارة خلال الأشهر المقبلة بعد أن تم إنجاز أكثر من 80% من مراحل تنفيذه. ووفقاً لمعلومات حصلت عليها «الشرق»، فإن الأولوية ستكون للأرامل وسكان بيوت الصفيح وفق آلية ستعلنها وزارة الإسكان عند الافتتاح. وفي الوقت، الذي ينتظر الأهالي توزيع الوحدات السكنية التابعة للمشروع، شوهت الشركة المنفذة للمشروع المكان المحيط بالمشروع الواقع على طريق حيوي وقريب من الأحياء السكنية، حيث قامت معدات الشركة بأعمال الحفر في موقع غير مخصص للحفريات والتزود بالرمال، وهو ما اعتبره الأهالي إلحاقاً للضرر بشكل مباشر من شركة تنفذ مشروعاً وطنياً خدمياً مهماً، مؤكدين ل «الشرق» أن الشركة تقوم بأخذ الرمال من خلال القيام بحفريات ضخمة وكبيرة ملحقين الضرر الواضح في المكان، وتكون على أثر هذه الأعمال مناطق حفريات شوهت المكان، وأصبحت منطقة تجمع للحيوانات الضالة. في حين أكد مصدر في بلدية حفر الباطن أن البلدية قامت بتوجيه عدة إنذارات للشركة المنفذة لمشروع الإسكان أكثر من مرة، ووعدوا بالاستجابة وعدم تكرار مثل هذه التجاوزات. أما في القصيم فقد نجحت الوزارة في إنجاز ثلاثة مشاريع إسكانية في عدة مدن بمنطقة القصيم كانت قد تمت ترسيتها والعمل بها منذ سنوات، حيث سلمت الوزارة مشروع الإسكان الأول بمدينة بريدة، ويضم 381 وحدة سكنية، وكذلك المشروع السكني في مدينة البكيرية ويضم 100 وحدة سكنية، إضافة إلى مشروع الإسكان في مدينة رياض الخبراء ويضم 92 وحدة سكنية. وقد أتمت الوزارة كامل مراسيم التسليم للمستفيدين، الذين تنطبق عليهم شروط استلام الوحدات السكنية. من جهه أخرى، قامت وزارة الإسكان بسحب ثلاثة مشاريع أخرى، التي من المفترض تسليمها في منطقة القصيم، من المقاولين المنفذين لها بعد أن استنفدت جميع الفرص لحث المقاولين على دفع العمل بها، وبعد أن قامت بإنذارهم بسبب تأخرهم. وكانت وزارة الإسكان قد كلفت فريقاً للمتابعة يقوم بزيارات دورية للمشاريع للتأكد من المراحل التنفيذية وفق المواصفات الفنية ومدى الالتزام بالجدول الزمني لكل مشروع، إضافة إلى عمليات التدقيق من قبل لجان الاستلام الابتدائي للمشاريع، كما تقوم برصد المخالفات والتأخير لاتخاذ الإجراء اللازم حيال المقاول المخالف وإنذاره وصولاً للإنذار النهائي قبل سحب المشروع وفقاً للإجراءات النظامية. وينتظر الأهالي أن تتم إعادة ترسية مشاريع الإسكان المسحوبة إلى مقاولين آخرين وفق ما تقتضيه الأنظمة والتعليمات. ويأتي إسكان مدينة عنيزة كأكبر المشاريع المسحوبة ويضم 350 وحدة سكنية. وفي حائل عاد التفاؤل للأهالي بعد استمرار وزارة الإسكان في العمل بمشروعها شرق حائل 1040 وحدة سكنية من أصل 1201 وحدة سكنية، ستكون جاهزة في منتصف العام القادم على مساحة 2638478 متراً مربعاً، وجهزت وزارة الإسكان 720 قطعة أرض متطورة لمشروع أرض وقرض في الأول من شهر رمضان المقبل بقيمة 930 مليون ريال، وتبلغ مساحة الأرض المقام عليها البناء 500 متر مربع، ومساحة البناء للدور الواحد 260 متراً مربعاً، ويسمح إضافة دور ثالث أو التوسع بحسب رغبة المواطن. ويستمر التفاؤل في مشروع الإسكان الواقع في الجهة الشرقية من مدينة حائل، الذي يسير وفق آلية مستمرة للانتهاء من المشروع كاملاً خلال عام ونصف العام، ليتم توزيعها على المواطنين وفق آلية الاستحقاق التي انتهت الوزارة من إعدادها. أما في محافظة بقعاء 90 كلم شمال شرق حائل، فقام وفد من وزارة الإسكان بدراسة وضع الإسكان في المحافظة، وتم الخروج للموقع الأول الواقع غرب مخطط صلاح الدين البالغ مساحته 580000م2، وكذلك الموقع الثاني على طريق بقعاء الشرقية والبالغ مساحته 250000م2، وسوف يتم البدء خلال الشهرين القادمين. وخصصت أمانة محافظة الطائف 12 مليون متر مربع لمشاريع الإسكان في المحافظة، وقامت بتسليمها لوزارة الإسكان لبدء إنشاء مشاريعها المعتمدة لأهالي الطائف، وأبلغت مصادر خاصة ل «الشرق» أن وزارة الإسكان اعتمدت 11 ألف وحدة سكنية تمت ترسيتها في محافظة الطائف والبلديات التابعة لها على مساحة تجاوزت 12 مليون متر مربع، ويضم مشروع إسكان الطائف 9500 وحدة سكنية. أما تربة فستصل مساحة المشروع إلى 496 ألف متر مربع، ويستوعب 404 وحدات سكنية، وفي رنية تصل مساحة المشروع إلى مساحة 604 آلاف متر مربع، ويستوعب 584 وحدة سكنية. كما يجري العمل في مشروعين بالخرمة يستوعبان 520 وحدة سكنية، وتعد هذه المشاريع مرحلة أولى ستعقبها مرحلة أخرى على مساحات تصل إلى أكثر من 20 مليون متر مربع في الطائف والمحافظات المجاورة مثل: ميسان، المويه وغيرهما. وأكدت المصادر أن المشروع، الذي أطلق عليه ضاحية الإسكان يقع شرق الطائف بالقرب من وادي جليل. وقد استلمت وزارة الإسكان الموقع وبدأت أعمال التخطيط والرفع المساحي، ومن المتوقع أن يستوعب ما يزيد على 12 ألف عمارة سكنية تحتوي ما يقارب 72 ألف شقة، بالإضافة إلى 16 مدرسة للبنين والبنات وأربعة مراكز صحية ومجمع حدائق ومجمع تجاري، ومحطة للنقل العام ترتبط بالجامعة والمطار ووسط المدينة وسوق عكاظ. ومن المتوقع أن يتم توقيع العقد خلال الفترة القريبة ومدة التنفيذ ثلاث سنوات، بينما تجري دراسات لتحديد الموقع الثاني للإسكان، الذي سيكون في جنوبالطائف. تجدر الإشارة إلى أن قائمة المنتظرين للإسكان في الطائف تتجاوز 120 ألف شخص معظمهم حصل على قروض للبناء.
