يتداول الناس عبارة تشاؤمية.. «اللي ما عنده واسطة يلحس فيكس» باعتباره مفيداً لنفسية المحبَط الذي تسهم الواسطة وتلعب دوراً فاعلاً وبشكل كبير، في جامعاتنا تحديداً مع شديد الأسف، في تعاسته، وفي هجرة العقول الوطنية إلى الخارج، بعد فقدان أمل من لا يمتلكها في الحصول على وظيفة في وطنه وبين أهله. سؤال يدور في خلد كثيرين من أبناء هذا البلد الكبير ممن يبحثون عن الوظيفة من الشباب والشابات، في هذا الزمن الأغبر «اللي ما عنده واسطة» يلتزم الصمت، وهذا شيء مُحزن للغاية، ومثل ما.. الفيتامين C و B مُهمان لجسم الإنسان، أصبح الفيتامين (واو) مُهم في «حياته العملية».. و«اللي ما عِنده واو» (يبلط البحر) وينضم إلى قائمة العاطلين بقية عمره، ويظل عالة وعبئاً كبيراً على نفسه وأسرته ومجتمعه إلى أن يتوفاه الله. على مواقع الجامعات الإلكترونية، تطرح الوظائف، والباحثون عن وظيفة يتطلعون إلى المستقبل المشرق بتفاؤل وأمل كبير ليصطدموا بعد ذلك بالواقع المرير عند توجههم لتقاسم تلك الكعكة الوظيفية التي طال انتظارها، وتعتبر في خطوتها الأولى سُلَّماً للرشوة، وسبباً رئيساً في انتشار الفساد الإداري. ويصاب من لا توجد لديهم واسطة بخيبة أمل وصدمة كبيرة وإحباط شديد، عندما يصلهم نبأ تجاهلهم من قبل هذه الجامعة أو تلك برفع ملفات أشخاص تم اختيارهم بالواسطة إلى مكاتب الخدمة المدنية لدراستها واعتمادها بشكل نهائي. وهُمِّش شباب وشابات رفضوا مبدأ استخدام الواسطة، وتحديداً من يحملون شهادات جامعية لاعتقادهم أنها ستكون خير معين لهم دون الحاجة لأي «واسطة»، إلا أن واقع الحال قد يحتم عليهم اللجوء إليها خصوصاً وهم يرون غير الكفء قد يحصل على وظائف هم أحق بها. في الختام، خلك معي يمكن زماني يهابك.. يمكن إذا شافك بجنبي رحمني.. والله من وراء القصد.