بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا خبر وفاة زميلنا الأستاذ الدكتور محمد الأحمد الرشيد رجل التربية والتعليم ورمزها، تخصص الفقيد في اللغة العربية والتربية وتحدث عن التربية وحمل هموم التربية واعتلى قمة الإدارات التربوية، عمادة كلية التربية بجامعة الملك سعود، ومدير مكتب التربية العربي لدول الخليج ووزارة التربية والتعليم، صال وجال من أجل منظومة تربوية متكاملة الأبعاد، حصل على التأييد بقدر ما حصل على التثبيط، آمن برسالته كمواطن غيور على جيل بأكمله. كما اهتم باللغة العربية وقضاياها ودافع عنها دفاع الأبطال. رحل الدكتور الرشيد بعد أن ترك إرثاً تربوياً يعتد به؛ إذ تميز في طرحه وعقلانيته وموضوعيته ومهد مساحات واسعة من الآمال التربوية. وقد ترجم كلمته المشهورة التي اطلقها بين أوساط التربويين "دعونا نحلم" وكان في المفهوم الإداري منطلق الخطط الاستراتيجية، لا يعتد برأي وهو الذي جمع زملاءه التربويين في أول لقاء بعد تنصيبه وزيراً للتربية والتعليم ليقول لهم: "الهدف واحد والأمر شورى والفكر مشترك والعائد للجميع" حينها قدم الحضور سيلاً من الاقتراحات والرؤى وقف لها شاكراً، ومؤيداً، ثم جميع قياديي الوزارة وقياديي العمل التربوي في اجتماعات دورية إيماناً منه بروح الفريق. وكان يدعى بينهم بأبي أحمد اللقب الذي أحبه. ويحمد للفقيد أنه جمع التربويين والإعلاميين تحت سقف واحد ليناقشوا موضوعاً لا يزال في غاية الأهمية وهو "ماذا يريد التربويون من الإعلاميين وماذا يريد الإعلاميون من التربويين" وذلك في أول مؤتمر يناقش قضايا التربية والإعلام في مكتب التربية العربي لدول الخليج في أثناء عمله مديراً للمكتب. محمد الأحمد الرشيد الزميل الذي كان يواجهك بابتسامة، ويحاورك بفكر، يسمع منك، ويلقي عليك، وتشعر بأنك أمام أخ وزميل لا أمام مسؤول يعتد برأيه أم يستسلم لعوائق أو يقول دعونا نحلم. رحم الله رجل الفكر والأدب والتربية محمد الأحمد الرشيد وجعل ما قدمة لوطنه ومجتمعه في موازين حسناته وإنا لله وإنا إليه راجعون. * وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية