السوق المالية المحلية تشهد أكبر تدفق من الاستثمارات الأجنبية بقيمة 858 مليون دولار

تحسن ملموس في نشاط إصدار الصكوك خلال الربع الأول

ارتفع إجمالي إصدارات الصكوك العربية خلال الربع الأول من العام الحالي، إلى 7,49 مليار دولار مقابل 4,41 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام الماضي، بنمو نسبته 68%، بحسب تقرير أصدره صندوق النقد العربي.
وأوضح التقرير أن الربع الأول من عام 2013، سجل تحسناً ملموساً في نشاط إصدار الصكوك في الدول العربية من حيث العدد والقيمة، وذلك بالمقارنة مع الربع السابق، حيث بلغ عدد الإصدارات من الصكوك خلال هذا الربع الأول 19 إصداراً بقيمة إجمالية بلغت نحو 7,49 مليار دولار، مقابل 14 إصداراً بقيمة 4,41 مليار دولار خلال الربع الرابع من العام الماضي.
وأوضح أن حصة الشركات من إصدارات الصكوك خلال الربع الأول من العام بلغت 5,1 مليار دولار، فيما بلغت حصة الإصدارات الحكومية وشبه الحكومية نحو 2,39 مليار دولار.
وقال الصندوق "يعتبر هذا الحجم والعدد من إصدارات الصكوك في هذا الربع الأول هو الأكبر منذ الربع الأول 2012".
من جانب آخر، واصلت السلطات الرقابية والتشريعية في الدول العربية جهودها الرامية لتطوير التشريعات والضوابط التي تساهم في استقرار أسواقها وتسهيل الاستثمار فيها، والعمل على تطوير البنية التحتية لأسواقها، بحسب التقرير. وتابعت السلطات جهودها على صعيد تفعيل تطبيق الشفافية والإفصاح وتوسيع نطاق الممارسات السليمة لحوكمة الشركات.
مؤشرات الأسواق
واستعرض التقرير أداء الأسواق المالية العربية خلال الربع الأول من العام الجاري 2013، حيث شهدت الأسواق المالية تحسناً أظهرته مؤشرات هذه الأسواق.
وارتفع المؤشر المركب لصندوق النقد العربي، والذي يقيس أداء أسواق الأوراق المالية العربية مجتمعة، بنسبة بلغت نحو 4,1 % خلال الربع الأول من العام 2013، فيما كان هذا المؤشر قد سجل ارتفاعاً طفيفاً بنحو 0,11 % خلال الربع الرابع من العام السابق.
وجاء أداء الأسواق المالية العربية متماشياً مع أداء معظم الأسواق المالية في الاقتصادات المتقدمة خلال نفس الفترة، حيث شهد مؤشر (Nikkei) ارتفاعاً ملموساً بنسبة 19,3 %.
وفيما يتعلَّق بالأداء الفردي للأسواق العربية خلال الربع الأول 2013، فقد كان أداء هذه الأسواق إيجابياً بشكل عام، حيث ارتفعت مؤشرات صندوق النقد العربي لإحدى عشر سوق هي،" أبوظبي، وعمان، والبحرين، والسعودية، والكويت، وتونس، ودبي، ودمشق، ومسقط، وقطر، وبيروت".
وكانت أكبر هذه الارتفاعات في مؤشرات الصندوق الخاصة ببورصات كل من دبي، والكويت، وأبوظبي بنحو 14 و11,6 و10,2 % على التوالي.
وأما البورصات الخمس الباقية، فقد سجلت مؤشرات الصندوق الخاصة بها تراجعات خلال الربع الأول 2013 بنسب تراوحت بين 9,25 و0,1 %.
ولا يختلف هذا الحال بالنسبة لمؤشرات الأسعار المحلية التي تحتسبها الأسواق نفسها، حيث شهدت جميع هذه المؤشرات ارتفاعاً خلال هذه الفترة باستثناء مؤشرات بورصات كل من مصر، والمغرب، والخرطوم، وفلسطين.
أحجام الأسواق
وشهدت القيمة السوقية الإجمالية للأسواق المالية العربية المدرجة في قاعدة بيانات صندوق النقد العربي، ارتفاعاً بلغت نسبته 5,5 % خلال هذا الربع الأول، لتصل هذه القيمة إلى نحو 969,3 مليار دولار في نهاية مارس 2013، مقارنة بنهاية الربع السابق.
وفيما يتعلَّق بالقيمة السوقية لأسواق المال العربية بشكل فردي، فقد شهدت غالبية الأسواق تحسناً في القيم السوقية خلال هذا الربع الأول.
وارتفعت القيمة السوقية للشركات المدرجة في أسواق كل من أبوظبي، ودبي، والبحرين، والسعودية، وقطر، وتونس، والكويت، ومسقط، وعمان، والخرطوم، وبيروت، ودمشق.
وسجلت أكبر هذه الارتفاعات في سوقي الكويت والسعودية بنحو 25,4 و13,9 مليار دولار على التوالي.
من جانب آخر، تراجعت القيمة السوقية في أسواق كل من المغرب، ومصر، وفلسطين، والجزائر وقد كانت أكبر هذه التراجعات في بورصات كل من مصر، والمغرب بنحو 9,4 و2,8 مليار دولار على التوالي.
وأما على صعيد ترتيب الأسواق العربية من حيث القيمة السوقية، فلا تزال السوق المالية السعودية تتصدَّر الأسواق المالية العربية، حيث بلغت القيمة السوقية لها في نهاية مارس 2013، نحو 387,3 مليار دولار، وتمثل هذه القيمة نحو 40 % من القيمة السوقية الإجمالية للأسواق المالية العربية.
وجاءت بالمرتبة الثانية، بورصة قطر بنحو 129 مليار دولار، ثم البورصة الكويتية بنحو 105,2 مليار دولار وتتبعها سوق أبوظبي بحوالي 88,4 مليار دولار، فبورصتي دبي، ومصر بنحو 55.6 و52.2 مليار دولار على الترتيب، ثم بورصة الدار البيضاء بنحو 49,9 مليار دولار، وذلك في نهاية مارس 2013 .
كما بلغت القيمة السوقية، لسوق مسقط نحو 31,7 مليار دولار، ولبورصة عمّان نحو 27,9 مليار دولار، ولبورصة البحرين نحو 15,9 مليار دولار وذلك في نهاية الفترة نفسها.
وبالنسبة لعدد الشركات المدرجة في الأسواق المالية العربية المشاركة في قاعدة البيانات، فقد انخفض هذا العدد ليبلغ 1467 شركة في نهاية مارس 2013، مقابل 1469 شركة في نهاية الربع الرابع من العام الماضي.
نشاط التداول
وشهدت مؤشرات التداول والسيولة خلال الربع الأول 2013 ارتفاعاً ملموساً، وذلك بالمقارنة مع الربع الرابع من العام السابق فقد بلغت قيمة الأسهم المتداولة في الأسواق المالية العربية مجتمعة خلال هذا الربع الأول نحو 132,0 مليار دولار، مسجلة بذلك ارتفاعاً تجاوزت نسبته 27,0 %، مقارنة مع قيمة التداولات خلال الربع الرابع السابق.
وقد جاء هذا الارتفاع بشكل أساسي من السوق المالية السعودية وسوق الكويت، واللتين ارتفعت فيهما قيمة الأسهم المتداولة خلال هذا الربع بنحو 14,9 و5,2 مليار دولار على التوالي.
كما ارتفعت قيمة الأسهم المتداولة في بورصات دبي، وأبوظبي، وقطر خلال هذا الربع بنحو 3,5 و2 و1,3 مليار دولار على التوالي.
وقد شكلت قيمة الأسهم المتداولة في ستة أسواق فقط وهي السوق المالية السعودية، وسوق الكويت، وسوقي الإمارات، وبورصة قطر، والبورصة المصرية، ما نسبته 96,6 % من إجمالي قيمة التداول في الأسواق المالية العربية مجتمعة خلال هذا الربع الأول، وبلغت حصة السوق المالية السعودية وحدها نحو 74,4%.وأما بخصوص المعدل اليومي لقيمة الأسهم المتداولة في أسواق المال العربية، فقد شهد هذا المعدل ارتفاعاً خلال الربع الأول 2013 مقارنة بمستواه المسجل خلال الربع السابق، ليصل إلى نحو 2091 مليون دولار يومياً مقارنة مع 1692 مليون دولار كمتوسط يومي للتداول خلال الربع الرابع من العام الماضي.
وعلى صعيد عدد الأسهم المتداولة في الأسواق المالية العربية، فقد شهد هذا العدد تحسناً كبيراً خلال هذا الربع الأول وبنسبة تزيد عن 75 %، ليصل إلى نحو 84,1 مليار سهم.
وجاء هذا الارتفاع بشكل أساسي من أسواق كل من الكويت، ودبي، وأبوظبي، والتي ارتفعت فيها عدد الأسهم المتداولة خلال هذا الربع بنحو 11,3 و9,0 و6,0 مليار سهم على التوالي. وقد شكل عدد الأسهم المتداولة في خمسة أسواق فقط وهي السوق المالية السعودية، والبورصة المصرية، وسوق الكويت، وسوقي الإمارات، ما نسبته 95,3 في المئة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة في الأسواق المالية العربية.
وبلغت نسبة عدد الأسهم المتداولة في سوق الكويت للأوراق المالية لوحدها خلال هذا الربع الأول نحو 40,0 %.
وفي ضوء ذلك، قفز المعدل اليومي لعدد الأسهم المتداولة ليسجل نحو 1379 مليون سهم يومياً خلال الربع الأول 2013، مقارنة بمستواه المسجل خلال الربع السابق والبالغ نحو 767 مليون سهم يومياً.
وكانت السوق المالية السعودية والبورصة المصرية هما الأنشط نسبياً خلال الربع الأول 2013، حيث بلغ معدل دوران الأسهم فيها نحو 25,4 و14,1 % على التوالي. وبلغ هذا المعدل في سوقي الخرطوم، والكويت 8,4 و8,2 % على الترتيب. فيما كانت هذه النسبة أقل من 5 % في بقية الأسواق المالية العربية.
الإصدارات الأولية
وسجل نشاط الإصدارات الأولية للأسهم خلال الربع الأول 2013 تحسناً من حيث العدد والقيمة، وذلك مقارنة مع الربع الذي سبق، عاكساً بذلك الاتجاه السائد منذ النصف الثاني من 2012، حيث شهد هذا الربع الأول 3 إصدارات أولية بلغت قيمتها نحو 1612 مليون دولار، مقابل إصداراً واحداً فقط بقيمة 143,9 مليون دولار خلال الربع الرابع من العام الماضي.
وتتوزّع هذه الإصدارات الثلاثة بين قطاعات الاتصالات، والصناعة، والرعاية الصحية.يذكر أن القيمة الإجمالية للإصدارات الأولية مجتمعة عن العام الماضي كانت قد بلغت نحو 1693 مليون دولار.
صافي استثمارات الأجانب
كما سجلت صافي الاستثمارات الأجنبية في البورصات العربية مجتمعة خلال الربع الأول 2013 تدفقاً إيجابياً بشكل ملموس فقد فاقت قيم عمليات شراء الأجانب بما فيهم العرب قيم عمليات مبيعاتهم من الأسهم خلال هذا الربع الأول في جميع البورصات العربية باستثناء بورصات كل من مصر، والبحرين، والكويت.
وبلغ صافي الاستثمارات الأجنبية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نحو 1223 مليون دولار، مقابل صافي تدفق إيجابي بقيمة 258 مليون دولار للربع السابق، وشهدت السوق المالية السعودية أكبر تدفق موجب من الاستثمارات الأجنبية خلال الربع بقيمة إجمالية قاربت 858 مليون دولار.