مشاريع الدولة الأن وسابقا ومستقبلا تعتبر عصب التنمية والنمو في البلاد، وبما أن الاقتصاد ببلادنا يعتمد على الإنفاق الحكومي فالمشاريع للدولة تستأثر بكل الخدمات سواء كانت مباني تخص المدارس والمستشفيات والجامعات والطرق والجسور وغيرها، أو غيرها من أوجه الإنفاق الحكومي. ولكن المشاهد والمتابع يجد أن مشاريع الدولة في كثير منها لا ينتهي وان انتهى فهي ليست بالكفاءة المطلوبة، وحتى ان بعض المشاريع تمر سنوات وسنوات ولم تنتهِ، وتظل الحاجة تنمو والمتطلبات يرتفع سقفها، ولا تتحق التنمية في وقتها وزمانها، وتظل الفجوة في الخدمات مستمرة بلا حلول. وهذا هو جوهر المشكلة أن مشاريع الدولة أصبحت تتسم بصفة "البطء والتعثر وعدم الإنجاز " فما هو السبب؟ برأيي ومن متابعة وأرجو أن احصل على تصحيح "رقمي" وفعلي من الجهات المسؤولة خاصة وزارة المالية. مشاريع الدولة هي بطريقة " المناقصات " للسعر الأقل، وهذا هو الخيار الأهم والأوحد، رغم النفي الذي يأتي أو يبرر، ولكن هذا هو الواقع، فالمقاول حين يتحدث أو يفتح ملف تعثره نجد أنه انفق المال بغير المشروع المنفذ وهذه مشكلة أخرى، ونجد أن المشروع لا توجد به إدارة مختصة تتابع تنفيذ المشروع بكل التفاصيل، وأيضا نجد أن حجم المال الذي تمت الترسية عليه للمناقصة لا يكفي لتنفيذ المشروع أي قدم مبلغا وعطاء أقل من الكلفة المستحقة، فكيف سينفذ المشروع؟ وهذه مشكلة وزارة المالية، التي يجب أن "لا تنظر" للسعر الأقل أو من يقدم فارقا سعريا كبيرا، وإدرك أنها تجتهد وتعمل ولكن ليس لكل مجتهد نصيب، الأساس لتنفيذ المشاريع أن يدرس كم سيكلف حين ينفذ بكفاءة وإتقان هذا أولا، ثانيا تشكل "إدارة" مختصة لهذا المشروع ويفتح حساب بنكي خاص يودع به أموال الترسية حتى يراقب كل ريال يتحرك للمشروع، ثالثا التطبيق والتنفيذ والرقابة. يجب أن ندرك أن تنفيذ وترسية المشاريع للسعر الأقل، سيعني خسائر مضاعفة، لأن المشروع لن ينفذ بكفاءة وجودة، ولن يتم بوقته وهذا سيكلف ويؤخر مشاريع ويزيد من نقص الخدمات والطلب، وهذا أيضا سيكون له تكلفة باهظة، وأنه بعد تنفيذ المشروع بكفاءة أقل وجودة يعني أن الصيانة من جديد ان لم يكن عدم صلاحية المشروع كاملا أن نعيد الصيانة أو البناء وهذا أيضا سيكون مكلفا. ان التركيز على الجودة والكفاءة والإدارة والمراقبة والتخطيط هي ما تحتاجه المشاريع للدولة، وأن يكون هناك عمل بكفاءة وعمل بإنجاز، لا أن يكون ترسية لمجرد ترسية لمشاريع لا تنتهي ولا ترى النور، وفي النهاية تصبح من التاريخ.