عندما تضع معركة انتخابات البرلمان الأسترالي المقبلة أوزارها في سبتمبر المقبل، قد يجد الإستراليون أنفسهم أمام النسخة المحلية من رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو بيرلسكوني، في ظل سعي الملياردير الأسترالي كلايف بالمر إلى الفوز بمنصب رئيس الوزراء. يقول إمبراطور صناعة التعدين والمناجم الأسترالي بالمر: "سبب قراري بخوض انتخابات البرلمان الاتحادي المقبلة هو أن أصبح رئيسا لوزراء أستراليا". ويأمل بالمر في اختصار الطريق السياسي إلى رئاسة الحكومة مروراً بعضوية البرلمان، ثم تولي الوزارة وأخيرا رئاسة الحكومة، في فترة 6 أشهر فقط. ولكن لماذا يسعى الملياردير الأسترالي إلى تحمل أعباء السلطة والعمل السياسي؟ يقول بالمر: "أستطيع ببساطة أن أذهب إلى إمارة موناكو لأعيش فيها مستمتعاً بالطعام والشراب وأن أنسى كل شئ عن بلادي.. فأنا أمتلك من المال ما يكفيني طوال حياتي". كان بالمر (59 عاما) كون ثروة ضخمة من خلال نشاطه في مجال العقارات قبل أن يبلغ الأربعين من عمره. وقد دخل عالم المال والأعمال مع الطفرة التي شهدها قطاع الموارد الطبيعية في أستراليا. وأهم ممتلكات بالمر منجم في غرب أستراليا، يبيع إنتاجه من الحديد الخام إلى شركة "سي.آي.تي.آي.سي" الصينية لصناعة الصلب. ويقول بالمر إن برنامجه السياسي يعتمد على التفكير التقدمي البناء متمثلاً في إجراءات جديدة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، وإقامة مراكز اعتقال بحرية للمهاجرين غير الشرعيين على سواحل أستراليا، وكذلك محاربة نفوذ جماعات الضغط (اللوبي)، إلى جانب إعادة النظر في الضرائب المفروضة على قطاع التعدين. ويقول بالمر إنه لن يتخلى عن مصالحه الاقتصادية إذا ما فاز بعضوية البرلمان "فلو كان المرء مزارعاً، فلن يتوقف عن الزراعة إذا ما دخل البرلمان.. فالمرء يظل كما هو" بعد الحصول على عضوية مجلس النواب. ورغم أن شركة "مينرالوجي" هي الشركة الأساسية لبالمر، تعد إمبراطوريته الاقتصادية بدرجة كبيرة شركة الرجل الواحد، وهو ما يعكس طاقته وخياله وطموحه. منذ عشر سنوات دخل بالمر سوق الرحلات الجوية للمنطاد بعد أن وقع في أسر المنطاد "جراف تسيبلن" المصنوع في ألمانيا والذي كان يعمل في رحلات تجارية خلال الفترة من 1928 إلى 1937. ومنذ 3 سنوات أعلن بالمر عن إعادة بناء نموذج للسفينة السياحية الأشهر في العالم تايتانيك والتي غرقت في أول رحلة لها عبر المحيط الأطلسي عام 1912. ويتم بناء السفينة "تايتانيك" الجديدة في الصين وتصل حمولتها إلى 2435 راكبا إلى جانب طاقم من 900 شخصا. ومن المقرر بدء تشغيلها نهاية عام 2016 حيث يقول بالمر إن هناك إقبالا كبيرا على الحجز في أولى رحلاتها.