ليومنا الوطني بريق دائم وعبقٌ مستمر، فهو رمز وحدة شعبنا وبلادنا، وسجل إنجازات قادتنا وحكّامنا، ومرآة وفاء وولاء شعبنا لقادته ووطنه؛ ولذلك فإن حلول ذكرى اليوم الوطني في هذا الوقت من كل عام يثير في النفس الكثير والكثير من المعاني النبيلة والمشاعر الوطنية الفياضة، ، ويبعث في أبناء هذا الوطن قيادة وشعباً مفاهيم الفخر والاعتزاز لجيل الأجداد والآباء، الذي شارك الملك المؤسس (طيب الله ثراه ) مسيرة التوحيد ورحلة البناء والتشييد، واصطف خلف قادته الميامين سعود، وفيصل، وخالد، وفهد يرحمهم الله جميعاً، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، يواصلون العطاء، ويرفعون البناء، لتصل المملكة إلى ما وصلت إليه من تقدم ورقي، سواء على المستوى المحلي أو على المستويين الإقليمي والدولي. في عقود معدودة، استطاعت المملكة بفضل من الله ثم بحكمة من قيادتها ووفاء من شعبها أن تقطع أشواطاً طويلة في مختلف المجالات الاقتصادية والصحية والاجتماعية ... وغيرها؛ وفي غضون سنوات محدودة شعر المواطن في كل بقعة من بقاع الوطن الفسيح بالنقلات الهائلة والمميزة بين أمسه ويومه، وتلمّس وحرص قادته وإصرارهم على الوصول به إلى أفضل المستويات في مختلف المجالات. كما استشعر في الوقت نفسه المكانة الإقليمية والدولية التي تحظى بها بلاده بين دول العالم نتيجة سعي قادته بدءاً بالمؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه -على توثيق علاقاتها مع قادة وشعوب الدول الشقيقة والصديقة عبر سياسة خارجية مبنية على وضوح الهدف، والثبات على المبدأ، ومناصرة الحق؛ فقد حرص على مد جسور التعاون والتقارب وتعزيز الروابط مع الأشقاء العرب، وسعى إلى توحيد صفوفهم وجمع كلمتهم، ولم شملهم، وحلّ خلافاتهم بالتشاور فيما بينهم، والاتفاق على الأهداف الأساسية التي تضمن لهم تحرير أراضيهم وصيانة حقوقهم ومكتسباتهم، وقد سار أبناؤه البررة من الملوك على نهجه، مترسمين على طريق الخير خطاه، مقتفين أثره، فحملوا مسؤولية القيادة، وساروا بالمملكة إلى ما وصلت إليه من مكانة إقليمية ودولية . واليوم تعيش المملكة العربية السعودية أوج نهضتها في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (يحفظه الله )، الذي قاد الأمة بحكمة واقتدار، وحقق للبلاد نقلة شاملة في مختلف المجالات، فاحتلت المملكة مكانها المرموق بين الدول العصرية الحديثة، وأصبحت قبلة أنظار العالم، لدورها المؤثر في تعزيز التعاون، والتضامن، والاستقرار، والسلام، وخدمة الإسلام والمسلمين، وبذل الخير، ونفع البشرية؛ فقد شهدت المملكة منذ توليه الحكم في 26/6/1426 ه (أيده الله) الكثير من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والاجتماعية، والنقل والمواصلات، والصناعة، والكهرباء، والمياه، والزراعة ... وهي تشكّل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، مما نقلها إلى موضع جديد في خارطة دول العالم المتقدمة، بحيث أصبح من الصعوبة على من يراقب حركة التطور ومسيرة التحديث على هذه الأرض الطيبة في ظل هذه القيادة الحكيمة أن يحصي ما يتحقق كل عام من إنجازات. إن اليوم الوطني لبلادنا هو رمز وحدتها واتحادها، وسوف يظل دائماً مناسبة غالية لتذكُّر الدور العظيم الذي قام به المؤسس (طيب الله ثراه) في تأسيسها، كما سيظل شاهداً أميناً وصادقاً على وفاء أبنائه ملوك البلاد لهذا الوطن، حيث واصلوا المسيرة بهمة وإخلاص واقتدار، فضلاً عن كونه مرآة تعكس بوضوح وجلاء ولاء أبناء الشعب السعودي لقادته الميامين وأجداده المخلصين..حفظ الله الوطن وقادته من حقد الحاقدين وكيدهم . * قائد كلية الملك خالد العسكرية