حسين العساف لا شك ان قوة الموهبة في أي مجال من المجالات تصنع الإبداع وفي مجال الشعر سواء الفصيح أو الشعبي برزت أسماء محفورة في ذاكرة المتلقي أو بمعنى أدق المتذوق على مر العصور لأنها قدمت للساحة ابداعاتها من قوة السبك وعذوبة المفردة وجمال المعنى أسوق هذه المقدمة وانا اتذكر أبيات فكاهية يحاور فيها الشاعر الكبير بدر الحويفي أحد طيوره بعدما هرب يسبق الريح أو بالمعنى الشعبي «كفخ» وهو في فترة التدريب فعبر الحويفي بأسى بهذه الأبيات وهو يشكي الحال لصديقه أبو حسن على هروب طيره «غشام»: يا بو حسن غشام ما هو على الكيف عيّا يحول لو ربطنا الحمامه يقول ابقعد بالهضاب المقاييف قد هج مني ما حسب بالسلامه يقول ابقعد بالبراد الهفاهيف اخير من قصر عليه ردامه مبرقعن راسي ومربوط ومخيف ولا شفت عندك يالحويفي كرامه بالبر انتف ناعم الريش تنتيف آكل طري هبره واترك عظامه وعندك على جلمد بعيرٍ تقل ليف ياخد بحلقي شدتينن وقامه والبق ياخذ له عليّه تصانيف وحتى الدجاج يهوزني به حدامه بعد هذه الأبيات التي يصف لسان حال طيره بعد هروبه برر الحويفي موقفه بهذا الرد القاسي موضحاً افتراء وكذب هذا الطير على صقاره بهذه الأبيات : يا طير تكذب يا ردي المعاريف ما جاك منّا يالمفضح ملامه غداك من هبر البكار المشاعيف اللي كبر رجم النميري سنامه مرباعها خضر الفياض المطانيف ترعى من الشملى ليا خشم رامه انشد (عريفج) يوم احسب المصاريف * شهد ووقع لي بيسرة بهامه واجبك نركض به مثل واجب الضيف لا وخسارة حذفتي للعمامه *عريفج : صاحب أكبر محل جزارة بالرس قبل حوالي عشرين سنة.