في دراسة ميدانية حديثة شملت 10 مطاعم شعبية وحديثة في إحدى المحافظات السعودية، كشفت النتائج عن وجود ميكروبات مسببة للأمراض والتسمم الغذائي في بعض الأطعمة التي تُقدَّم بشكل واسع، إضافةً إلى اكتشاف بكتيريا خطيرة في أيدي بعض العاملين، من بينها السالمونيلا وبكتيريا MRSA المقاومة للمضادات الحيوية. الدراسة، التي حملت عنوان «تقييم العبء الميكروبي للأطعمة المشوية والحمص من المطاعم»، أظهرت تساوي مستويات التلوث بين المطاعم الحديثة والشعبية، ما يسلط الضوء على خلل في ممارسات النظافة وسلامة الغذاء، ويدق ناقوس الخطر حول مدى التزام هذه المنشآت بالمعايير الصحية. تحليل العينات أبان الباحث المتخصص في علوم صحة وسلامة الغذاء، رائد السلطان، أن الدراسة نُفذت ضمن فريق بحثي متخصص، واستهدفت مطاعم تم اختيارها بشكل عشوائي، حيث تم تحليل عينات من الأطعمة المشوية والحمص، إلى جانب مسحات من أيدي العاملين. وأظهرت النتائج وجود بكتيريا مسببة للتسمم الغذائي في أطعمة تُقدّم يوميًا، وكشفت المسحات عن تلوث أيادي العاملين بنوع واحد أو أكثر من البكتيريا المستهدفة، بما في ذلك Salmonella وMRSA. نتائج الدراسة أوضحت النتائج أن ثلث العينات الإيجابية لبكتيريا Salmonella أظهرت مقاومة لأحد المضادات الحيوية المهمة المستخدمة طبيًا، ما يُنذر بخطر ازدياد البكتيريا متعددة المقاومة، ويُضعف فعالية العلاج في حال الإصابة. كما تم رصد بكتيريا مسببة للنزلات المعوية الشديدة في بعض الأطعمة، وهي من العوامل الخطيرة التي تؤثر على الصحة العامة، خاصة لدى الفئات الحساسة كالأطفال وكبار السن. تحسين الممارسات تُبرز هذه النتائج الحاجة الملحّة إلى تحسين ممارسات النظافة في مطاعم تقدم نفسها كوجهات حديثة أو ذات طابع شعبي، وتدريب العاملين بشكل أكثر فاعلية، إضافة إلى تعزيز الرقابة الصحية. وأوصت الدراسة بإجراء مزيد من الأبحاث على عينات أكبر وفي مناطق متعددة، مع مراعاة التغيرات البيئية والموسمية، إلى جانب ضرورة تطبيق صارم لبروتوكولات سلامة الغذاء والرصد الدوري للحد من مخاطر التلوث الميكروبي في قطاع الأغذية.