"أخوي معقد".. نسمعها كثيراً في مجالس الفتيات في حال حكمهن على تصرفات أشقائهن, وسيطرتهم على العديد من الأمور بلا وجه حق، سواء في الزيارات، أو حتى طريقة "اللباس" في بعض الأوقات. وأرجع كثير من الفتيات السبب إلى التذبذب في الشخصية، أو السيطرة والتدليل منذ الصغر، ما جعل تلك العقد تكبر يوماً بعد يوم، حتى وصلت إلى مستوى يرفضه من حوله ويتجنبه. الغريب أن هؤلاء الأشخاص ممن يريد إثبات ذاته أمام شقيقاته، يتحول إلى "حمل وديع" بعد زواجه، بل وتختفي "الشدة" و"فرض الرأي" أمام شريكة حياته. "الرياض" تطرح الموضوع، وتناقش الفتيات حول تعامل إخوانهم معهن، فكان هذا التحقيق. سيطرة وتعقيد واستنكرت "نورة السليم" تعقيد بعض الإخوة في الأسرة الواحدة، بالتحكم في الملبس، أو الخروج أو التنزه, مضيفةً أن كثيرا من هؤلاء الإخوة يكون لديهم دافع كبير للسيطرة, حتى تتحول إلى تعقيد لا تُحمد عقباه، مشيرةً إلى أن إعطاء الابن الحرية في بداية حياته وموافقته في كل أمر، خصوصاً من قبل الوالدين، يدفعه الى مزيد من التعقيد الذي لايمكن حله بسهولة, وربما لن يحل مستقبلاً!. وقالت "هدى عبدالله": إن كثيرا من الصديقات يكون الأخ الأكبر مسيطرا على تصرفاتهن، حتى في زياراتهن, خلافاً عن زوجته التي لايمكن له السيطرة عليها؛ لأنها جديدة في حياته، وترفض كل المبادئ التي يحاول فرضها عليها؛ لعدم اقتناعها بذلك, وبالتالي لا يستطيع السيطرة عليها كليا كشقيقاته اللاتي ابتدأ الحياة معهن, وتعودن على كل أوامره!. فرض الأوامر وأوضحت "ابتسام فهد" أن السيطرة وفرض الأوامر، يكونان عقدة في ذات الشخص، وسرعان ما تنحل تلك العقد بزواج الأخ، وهذا هو المتعارف عليه والمشاهد في كثير من الأُسر, مضيفةً أن استقلالية الأخ بعيداً عن إخوته تقلل من حدة السيطرة والتعقيد، لأن لديه شخصا آخر يحاول تجريب تلك الطقوس عليه, مشيرةً إلى أن البعض منها ينجح، وغالبها يخسر؛ لأن الوضع الآن تغير، وأصبح لكل فرد شخصيته المستقلة، التي لا يستطيع أحد التحكم بها، وخصوصاً المتعلقة في أمور تافهة. أصوات عالية وبيّنت "وداد القحطاني" أن تأثر الشخص بالمحيطين به، وبحديثهم، يجعله يحاول السيطرة على من حوله، مضيفةً أن كثرة العقد التي تصدر من أفواه المخالطين له، يحاول تطبيقها على واقعه، على الرغم من أن هؤلاء لا يستطيعون تنفيذها نهائياً, مؤكدةً أن الإخوة المعقدين يظهرون أمام الناس برزانتهم، خلافاً لو كانوا بين أسرتهم، لنسمع الاستنكار والأصوات العالية!. وأكدت "بتول عبدالله" أن تعقيد الأخ لأخته لايكمن في المنع فقط، أو التحكم في مظهرها، بل يصل الأمر إلى أن يهمشها ولا يسمع لها رأيا، راسماً في ذهنه أن المرأة لا تعي شيئاً، وأن الرجل فقط يستطيع حل الأمور وإبداء الرأي, مشيرةً إلى أنها عندما تبدي رأيها يرد عليها بشيء أقوى، بل ويخالفها، ولو كان مقتنعاً، كل ذلك فقط لفرض رأيه. طريق مفتوح وقالت "عائشة الدوسري": إن التربية هي أساس كل تلك الأمور، مضيفةً أن قبول الوالدين لأفعال ذلك الابن، يبني في داخل الفرد كتلة من حب السيطرة، فتنمو لديه، إلى أن يصبح معقداً في مراحل عمره المتقدمة، فيصعب حلها, والأقوى من ذلك عند فقدان الوالدين فلا يستطيع أحد أن يحكمه، أو أن يجعل لتصرفاته حداً. وذكرت "فدوى ابراهيم" أن بعض الأسر تترك الطريق أمام أبنائها مفتوحاً، خصوصاً إذا كانوا أصغر سناً، بحكم "التدليل" والاهتمام، بل ويجعلون كل ما يقوله ينفذ، كي يكسبوا رضاه, ومع مرور الوقت يكون ذلك الشخص اكتسب صفة "التحكم" في من حوله، وفي كافة الأمور. حوار صريح وأكدت "أروى محمد" أن إحساس الأخ بعدم الثقة بنفسه، وبمن حوله، يجعله يتصرف تصرفات تدل على ما يملكه من "عُقد"، في منع من حوله، وسيطرته على أمور كثيرة، لكن عند زواجه نرى أن الأمور تتغير تجاه أسرته، بعد استعادة ثقته بنفسه، ثم من حوله يثقون به ويقدرونه، سواء زوجة أو أبناء، ليدرك مسؤوليته، فيتنحى عن التعقيد الذي لازمه في حياته، مضيفةً أنه يجب على الوالدين في بداية سيطرة الابن، الجلوس معه، ومحاورته بالصراحة، إلى جانب معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، حتى لا تكبر معه تلك العُقد، وتصبح السيطرة عليها صعبة. إثبات الذات وأرجعت "أمل عبدالله" أسباب تلك العقدة في الابن، إلى أنه في فترة المراهقة يحاول الأخ وخصوصاً إذا كان الأصغر بالعائلة، إثبات ذاته بأسلوب المنع والعقاب والسيطرة على كافة الأمور، والتي قد لا يهتم بها الطرف الآخر، لكنها تثير غضبه، خصوصاً اذا كان يحكم سيطرة على من هم أكبر منه عمراً، فذلك الأمر يخلق مشاحنات كبيرة بالأسرة، مشيرةً إلى أنه في تلك الحالة يجب أن يضع الوالدان حدودا لايمكن تخطيها لأي سبب كان. وقالت "مها الدخيل": إن تصرف بعض الإخوة مرفوض تماماً، خصوصاً لدى المقربين له, مضيفةً أنه من المتوقع أن هذا التصرف يكون في مرحلة عمرية يمر فيها الرجل بمحاولة فرض قراراته بطريقة غير مقبولة. تأثير خارجي وأوضحت "مها الدخيل" أن الرجل الشرقي يتأثر كثيراً بمن حوله، فقد يثيره رأي رجل، أو قصة، ليندفع بالسيطرة على من حوله، مع تطبيق الحلول في ذلك الأمر, مضيفةً أنه ربما السيطرة تكون فقط للفت الانتباه ورفع الصوت أمام الجميع، وعندما نبحث نرى أن هناك تناقضا في شخصيته. وقالت "ابتسام محمد": إن الإخوة من هذا النوع ليس لهم علاج سوى إيهامهم أن كل ما يريدونه يتم أمام اعينهم وخلفهم، بلا منازعة ولا مشاحنة, مضيفةً أن الحل هو التحايل عليهم وموافقتهم بكل ما يقولون، وخلفهم نعمل ما نريد نحن دون الرجوع إليهم، حتى لا تكبر المشاكل؛ لأن مثل هؤلاء الأشخاص صعب فك تلك العقد التي رسخت في أذهانهم أعواماً عديدة.