جاء قرار إدارات المرور في المناطق والمحافظات بمنع دخول الشاحنات الكبيرة إلى طرق المدن الرئيسة في أوقات الذروة، وتحديداً خلال الساعات الأولى من الصباح -التي تبدأ من السادسة صباحاً وحتى التاسعة-؛ بهدف التخفيف من الازدحام المروري، وكذلك الحفاظ على سلامة الطلاب والموظفين المتجهين إلى دراستهم وأعمالهم. وعلى الرغم من أهمية هذا القرار، إلاّ أن هناك بعض التجاوزات تصدر من بعض قائدي الشاحنات؛ مما ينتج عنه اختناقات وزحام شديد في بعض المواقع، خصوصاً عندما يعمد السائق إلى استخدام طرق ومنافذ ضيقة جداًّ. وشكا عدد من المواطنين والمقيمين من تهور بعض قائدي الشاحنات الذين لا يبالون بما قد يتعرض له الآخرون، من خلال سرعتهم الزائدة على الطرق السريعة، أو بالتجاوزات الخطرة والمتهورة، والتي من الممكن أن تُعرض حياة السائقين والركاب في السيارات المجاورة إلى مخاطر شديدة، مشيرين إلى أن تنظيم «أوقات الذروة» فشل لعدم متابعة تنفيذه، والبديل المناسب نشر دوريات المرور وأمن الطرق لتوجيه الشاحنات، وتطبيق النظام، وردع تجاوزاتهم. «الرياض» تطرح سلبية مرور الشاحنات عبر طرق وشوارع المدن، فكان هذا التحقيق. شاحنات تسلك طريقاً في المدينة في وقت الذروة تجاوزات وتهور في البداية قال «أحمد البراهيم»: إنه يرى يومياً الكثير من التجاوزات والتهور من قبل قائدي الشاحنات، رغم القرارات التي تمنعهم من القيادة في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، والتي تشهد في العادة كثافة مرورية، مضيفاً أن على الرغم من جهود دوريات أمن الطرق والمرور، التي تمنع سير الشاحنات في ساعات الذروة، إلاّ أنه بمجرد انتهاء وقت الحظر، يبدأ بعدها سباق الموت بين الشاحنات، والتي تنطلق بشكل جنوني يفوق (120كم/ ساعة)، وهي السرعة المحددة للمركبات الصغيرة، كل ذلك بهدف تعويض الساعات التي توقفت خلالها، مشيراً إلى أن بعض قائدي الشاحنات يتجاوزون (140كم/ ساعة)، بل ويناورون في الطريق، متنقلين بين المسار الأيمن المخصص للشاحنات، إلى الأوسط، وأحياناً يسيرون في المسار الأيسر بسرعة جنونية، قد تعرض مرتادي الطريق إلى مخاطر كبيرة!. نشر دوريات المرور لمعاقبة المخالفين أفضل خيار لتطبيق النظام مضاعفة العقوبات وذكر «مازن المبارك» أنه يتفاجأ في الكثير من الأحيان بتجاوز شاحنات بسرعات عالية، الأمر الذي يؤكد على أن سائقي الشاحنات لا يبالون بما قد يصيب الآخرين جراء تهورهم؛ لشعورهم أن قوة شاحناتهم ستحميهم من أي خطورة، بينما حياة الآخرين ليست مهمة لهم!، إضافةً إلى تأمينهم عليها، وهو ما يشعرهم بالاطمئنان أيضاً في حال تلفت بضاعتهم جراء أي حادث مروري، مطالباً بضرورة مضاعفة العقوبات على المتهورين، حتى لو أدى ذلك إلى سحب رخص السائقين، ومنعهم نهائياً من القيادة، مع التشهير بهم، ليكونوا عبرة لغيرهم، بما يساهم بمزيد من الانضباط؛ لتتحقق السلامة المرجوة لمستخدمي الطرق السريعة. تقليص المساحات ويتسبب الازدحام المروري باختناق الكثير من الطرق، الأمر الذي يؤدي إلى توقف المركبات ساعات طويلة، لتساهم هذه الظاهرة مع كثرة التحويلات بداعي المشروعات، أو الجسور، أو الصيانة، في تقليص مساحات الشوارع الرئيسة، لتجعل طوابير السيارات تمتد إلى مسافات طويلة، قد تتضاعف في حال وقوع حادث، حتى لو كان بسيطاً. وذكر الكثير من المواطنين أن أكثر طرق المنطقة الشرقية، تحتوي على تحويلات خانقة، وتتفاقم المشاكل عند مزاحمة الشاحنات للمركبات الصغيرة. وطالب المواطن «عبدالمنعم الباشا» بتحويل مسار الشاحنات إلى طرق بعيدة عن التحويلات، والتي بالكاد تستوعب الأعداد الكبيرة من السيارات، خصوصاً في أوقات الذروة، مشدداً على ضرورة انتشار دوريات المرور بالدراجات النارية؛ لتتمكن من فك أي اختناق. تلف الطرق وقال «مهدي الشويخات» -يدرس في جامعة الدمام-: إن «التحويلة» الواقعة في مدخل الجامعة لإنشاء أحد الأنفاق، جعلت الوصول لها أمراً صعباً، خصوصاً مع تزاحم الشاحنات التي تقصد ميناء الملك عبدالعزيز، مضيفاً أن الإغلاق الذي امتد لسنوات طويلة على طريق الخبر الساحلي -الراكة-، جعل المنطقة تشتكي من كثرة الاختناقات المرورية. وأكد الكثير من قاطني الأحياء السكنية في الكثير من محافظات المنطقة الشرقية، على أن منظر الشاحنات داخل طرق الحارات أصبح مألوفاً، بعد أن اتخذ سائقوها الطرق الداخلية مسارات لهم؛ بهدف الهروب من «نقاط التفتيش»، التي تمنعهم في بعض الأوقات. وأشار «عبدالله بو العينين» إلى أن شمال مدينة الجبيل تحول كمسار للشاحنات بمقطوراتها الثقيلة، والتي تسببت بتلف الكثير من أطراف الطرق، إضافةً إلى إزعاجها للأهالي في كافة الأوقات، حيث يسمع دوي مرورها بعد منتصف الليل، مضيفاً أنه يخشى على أبنائه من خطر الشاحنات، التي تتنقل وسط الأحياء، مطالباً بضرورة العمل على تفادي مثل هذه المشاكل قبل وقوعها. ساهر والسرعة وعلى الرغم من انتشار سيارات «ساهر» على الطرق السريعة، والتي تهدف إلى الحد من تجاوز السرعة، إلاّ أن الكثير من قادة السيارات والشاحنات أصبحوا على علم بالمواقع التي يتخذها «ساهر»، ليتداركوا ذلك بتخفيف السرعة، ومن ثم معاودة القيادة الجنونية، فيما يتم التواصل بين سائقي الشاحنات بشكل دائم ومستمر لإخبار بعضهم عن وجود أي تمركز جديد لنقاط «ساهر»، لتفادي الحصول على مخالفات مرورية، بينما يتجاهل بعض سائقيها المخاطر الكثيرة التي قد يتعرض لها الآخرون جراء تهورهم.
