الهيئة السعودية للسياحة توقع مذكرة تفاهم استراتيجية مع سياحة قطر    إعلان نتائج المستحقين لشراء الأراضي السكنية بالرياض وفتح باب الاعتراض حتى 8 ديسمبر    إغلاق مراكز الاقتراع وانتهاء عملية التصويت الخاص في العراق    ريال مدريد يتعادل سلبيا أمام رايو فاييكانو في الدوري الإسباني    نائب أمير مكة المكرمة يفتتح مؤتمر ومعرض الحج 1447ه    وزير الحج: موسم الحج الماضي كان الأفضل خلال 50 عاما    إنفاذًا لأمر الملك.. تقليد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    وزير التعليم: وصول مبادرة "سماي" إلى مليون سعودي وسعودية يجسد نجاح الاستثمار في رأس المال البشري وبناء جيل رقمي مبتكر    50 عاما مع العلاقات بين المملكة وسريلانكا    200 سفيرة للسلامة المرورية في الشرقية بجهود لجنة أمهات ضحايا الحوادث    ورشة عمل لدعم وتطوير الباعة الجائلين بحضور سمو الأميرة نجود بنت هذلول    أمير تبوك يشيد بحصول إمارة المنطقة على المركز الأول على مستوى إمارات المناطق في المملكة في قياس التحول الرقمي    (إثراء) يشارك في أسبوع دبي للتصميم 2025 بجناح الخزامى    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة توثق ركن الحج والرحلات إلى الحرمين    تهنئة كمبوديا بذكرى الاستقلال    "أشرقت" الشريك الاستراتيجي للنسخة الخامسة من مؤتمر ومعرض الحج 2025    أمير منطقة جازان يكرم 82 مدرسة بتعليم جازان حازت على التميز المدرسي على مستوى المملكة    شركة الصندوق الصناعي للاستثمار تعلن عن استثمارٍ استراتيجي في "عاجل"    إنقاذ حياة خمسيني من جلطة دماغية حادة في مستشفي الوجه العام    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    أكثر من 11 ألف أسرة محتضنة في المملكة    رئيس وزراء جمهورية النيجر يُغادر جدة    توظيف 147 ألف مواطن ومواطنة في قطاع السياحة    ترتيب هدافي دوري روشن بعد الجولة الثامنة    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة في ديربي جدة    انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 2025 في جدة بمشاركة 150 دولة.. مساء اليوم    محمد الحبيب العقارية راع ماسي في سيتي سكيب الرياض 2025 وتستعد للكشف عن أحدث مشاريعها الكبرى    وزير الإعلام سلمان الدوسري يقدّم العزاء للمستشار فهد الجميعة في وفاة والده    مبادرة تصنع أجيالا تفتخر    الشرع يصل واشنطن في أول زيارة رسمية لرئيس سوري.. يلتقي مع ترامب غدًا    قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في الجنوب السوري    اختتام فعاليات ملتقى الترجمة الدولي 2025    رحلة رقمية للمستثمرين والمصدرين..الخريف: تعزيز الاقتصاد الصناعي المستدام في المملكة    285 مليار دولار استثمارات أوروبية بدول «التعاون»    الإطاحة ب«لص» نام أثناء السرقة    «المنافذ الجمركية» تسجل 1441 حالة ضبط    83 قضية تجارية يوميا    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    سمو ولي العهد يعزّي ولي عهد دولة الكويت في وفاة الشيخ صباح جابر فهد المالك الصباح    تحت رعاية الملك ونيابةً عن ولي العهد.. أمير الرياض يحضر دورة ألعاب التضامن الإسلامي    حسم ديربي جدة.. الأهلي يهزم الاتحاد بهدف محرز    إحالة طليقة السقا للمحاكمة ب«تهمة السرقة»    السجن لبريطاني مفتون ب«أفلام التجسس»    قصص الرياضيين العظماء.. حين تتحوّل السيرة إلى مدرسة    مجتمع متسامح    في المرحلة ال 11 من الدوري الإيطالي.. نابولي ضيفاً على بولونيا.. وروما وإنتر في مواجهة أودينيزي ولاتسيو    عمليات نسف واسعة في خان يونس.. تجدد القصف الإسرائيلي على غزة    واتساب يطلق ميزة لوقف الرسائل المزعجة    تفاقم موجات النزوح من الفاشر.. تصاعد المواجهات في كردفان ودارفور    المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    ديوانية الأطباء تكرم القحطاني    مدرب الأهلي: فخور بجميع اللاعبين والانتصار يُنسب للجميع    موسم الزيتون ملطخ بالدم    الشؤون الإسلامية في جازان تنفّذ أكثر من (40) ألف جولة رقابية على الجوامع والمساجد خلال شهر ربيع الثاني 1447ه    «أمن الحج والعمرة».. الإنسانية بكل اللغات    دفعة جديدة من المساعدات السعودية لقطاع غزة    وحدة الأورام المتنقلة.. نقلة نوعية في الرعاية الصحية المتنقلة بوزارة الداخلية    محافظ القطيف يدشّن مبادرة «سكرك بأمان» للتوعية بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«4» مجالات اجتماعية فاعلة في البرامج الموجهة لحماية الأفراد من المخدرات
استراتيجيات وطنية..أسس معايير تصميم الحماية والتثقيف من خطر التعاطي4 - 5
نشر في الرياض يوم 23 - 12 - 2011

هناك جهات معنية في التخطيط والحماية لمواجهة الظاهرة عبر المجالات الفاعلة ومنها المجال التعليمي ،المجال الأسري ،مجال البيئة الاجتماعية ،مجال بيئة العمل ،وهذه المجالات الاجتماعية هي مجالات معنية في حماية الأفراد من عوامل الخطر، التي ترتبط بالبيئات الأخرى. لتحقيق مبدأ التكاملية وفاعلية هذه المجالات، وإشراكها خلال عملية تصميم برامج الحماية، لضمان وجود مستويات من الحماية العالية التي تمنع انتشار ظاهرة المخدرات في صفوف الشباب وعامة الناس ، والأمر يتطلب وجود سياسات وخطط لتنمية أدوار هذه المجالات بشكل فاعل .
* التخطيط للحماية بالمجالات الفاعلة
يقصد بالمجالات الفاعلة في حياة المجتمع التي يستهدف بها برامج الحماية. حينما ترغب مؤسسة ما أو جهة العمل في مجال الحماية من خطر تعاطي المخدرات، ويوجد هناك أصول للعمل في مجال التخطيط للحماية وفي مجال تطبيقها. وينبغي أن تدرك كل الجهات والمؤسسات أن المجتمع السعودي يستهدف منع انتشار ظاهرة المخدرات وحماية الناس والجيل الصاعد من عوامل الخطورة التي تحيط بهم، أو حمايتهم من تلك العوامل التي قد تمهد لوقوعهم في تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية. وعليهم أن يتعرفوا على طبيعة عوامل الخطورة الشائعة في المجتمع.
*مجالات التخطيط المستهدفة
يتطلب التخطيط لتصميم برامج لحماية الشباب والناس من خطر ظاهرة المخدرات يتطلب العمل على رسم أهداف خطة العمل أو البرنامج على مستوى المجالات في الحد من انتشار ظاهرة المخدرات. وهذه المجالات هي:المجال الأسري، المجال التعليمي ، مجال البيئة الاجتماعية ، مجال بيئة العمل
(المجال الأسري ) .
فتمثل الأسرة النواة الأولى في كل المجتمع، ويوجد بها الأب والأم الأكثر تأثيراً في حياة كل فرد،كما أن بها الإخوة الأكثر تأثيراً في حياة أي شخص. وهذا يتطلب العمل من مؤسسات الحماية العمل مراعاة الأبعاد التالية: تفعيل دور الأسرة في مواجهة ظاهرة المخدرات.وحماية الأفراد من عوامل الخطر الواقعة في المحيط الأسري، وتنمية وعي أفراد الأسرة بأدوارهم التربوية في مجال حماية الأبناء من عوامل الخطورة الخارجية، وتنمية دور الأم الحيوي لتزويد الأبناء بقيم مضادة لسلوكيات التعاطي، ولمراقبة تطورات السلوك في محيطها الأسري .
(المجال التعليمي)
يجب على كل مؤسسة أن تدرك أن بيئة التعليم تلعب دورا هاما في تثقيف وتعليم الأفراد. فبيئة التعليم تعمل على تشكيل ميول الناس منذ مراحل مبكرة من العمر، وتبني وتغير من اتجاهاتهم، وتؤثر على تشكيل سلوكهم وتوجيهه واكتساب سلوكيات وأفكار مختلفة، الأمر الذي يتطلب من مؤسسات الحماية:
تحفيز بيئة التعليم لكي تكون خالية من عوامل الخطورة التي تدفع بالفرد إلى التعاطي.
تفعيل دور بيئة التعليم في حماية الفرد من عوامل الخطورة الخارجة عنها والتي قد تسهم في تعاطي الفرد للمخدرات والمؤثرات العقلية.
توجيه عمليات التعليم لتنمية الأفكار المضادة للمخدرات.
التخطيط عبر التعليم لتنمية الشخصية الفاعلة المضادة لقابلية تعاطي المخدرات والسلوكيات الخطرة.
رصد تطورات شخصية وسلوك الفرد عبر سلسلة سنوات التعليم لمعرفة التغيرات الحاسمة والمشكلات التي تؤدي بالفرد إلى اكتساب سلوكيات ضارة والعمل عبر التوجيه والإرشاد التربوي على حلها.
مراقبة حجم انتشار السلوكيات الخطرة في بيئات التعليم والتي تؤدي إلى التعاطي.
(مجال البيئة الاجتماعية )
يعد الحي من أهم المجالات في تشكيل ثقافة الشباب وتنمية الاتجاهات السلبية أو الايجابية في حياة الفرد. فإذا كان الحي خالياً من الظواهر الاجتماعية السلبية واتسم بروح التواصل والرقابة والاهتمام الاجتماعي شكّل ضبطاً غير رسمي متفرد على سلوكيات الفرد. والعكس بالعكس .وتعد الأحياء الموبوءة بالمخدرات والتي يقل تواصل الناس بها ،أحياء خطيرة على نمو الأطفال والشباب ونظرا لأهمية هذا الأمر فإنه يتطلب تفعيل دور الحي والجيران في حماية الحي والشباب من عوامل الخطورة،
ومعالجة مشكلات الأحياء الموبوءة بالمخدرات والسلوكيات المنحرفة والجريمة،وتنمية الروح الاجتماعية وزيادة معدلات التواصل الاجتماعي في الحي، وتفعيل مؤسسات دور مؤسسات المجتمع المحلي وجهود الحي في مراقبة سلوكيات الشباب في الحي وتنمية مشاركتهم في فعاليات البيئة الاجتماعية التي ينتمون لها، واستثمار أوقات فراغ السكان في ما يفيد خدمة الحي وحمايته من السلوكيات الخطرة.
(مجال بيئة العمل )
وتعد أماكن العمل من أهم البيئات التفاعلية في حياة الأفراد التي من خلالها يمكن للمجتمع أن يحقق العديد من أهدافه. في مكان العمل يقضي الفرد جل وقته .
كما يعد العمل ذا أهمية في حياة الفرد. وما تسنه مؤسسات العمل من لوائح وأنظمة وقوانين، يلعب دوراً حاسماً في تشكيل سلوك واتجاهات الفرد. من البيئة تكتسب سلوكيات واتجاهات عبر العلاقات التفاعلية غير الرسمية والرسمية بين الأفراد المتفاعلين في العمل. ومن خلال العمل يمكن للفرد التخلي عن سلوكيات خطرة واكتساب ثقافة عمل راقية من خلال ما تنشئ عليه مؤسسة العمل من قيم إنتاج وانضباط وإخلاص وفاعلية. كما أن مؤسسات العمل التي تتحمل وتعي أبعاد المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع وأفراده، باتت عالمياً تشارك المجتمع في حماية العاملين من خطر انتشار ظاهرة المخدرات عبر تبنيها لسياسات عامة للتعامل مع ظاهرة المخدرات داخل بيئات العمل وتجاه العاملين الذين يتورطون في التعاطي من خلال بنائها لسلسلة من اللوائح والأنظمة وقيامها ببرامج توعية وتثقيف متخصص فضلاً عن البرامج الراعية والعلاج. ومن منطلق أهمية بيئة العمل في حياة الفرد والمجتمع لما يعول عليها من دور تثقيفي وحماية ورعاية واحتواء وعلاج، فإن الأمر يتطلب :
تفعيل الجهود الذاتية والداخلية لمؤسسات العمل في مجال مواجهة ظاهرة المخدرات، بناء سياسات حماية واحتواء والعلاج عبر مؤسسات العمل لحماية واحتواء وعلاج ورعاية الأفراد، وبناء ثقافة عمل وتنظيم عبر مؤسسات العمل تعزز قيم رفض التعاطي والمخدرات، وبناء حملات تثقيف وتوعية متخصصة عبر بيئات العمل موجهة للعاملين والآباء في مؤسسات العمل لتدريبهم على كيفية حماية النشء من تعاطي المخدرات ، ورصد ظاهرة المخدرات عبر مؤسسات العمل .
*عوامل الخطرالتي تحدث سلوك التعاطي
بينت نتائج الأبحاث أن العامل الأهم في مواصلة التعاطي ينتج عما تحدثه المادة الكيميائية المخدرة بشكل عام، من تفاعلات وتغيرات تغير من وظائف المخ وبرمجيته والتي يصعب علاجها ولكنه ليس مستحيلاً. ولكن القرار الأول لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية تحدثه عوامل تختلف من شخص إلى آخر، كما أنها تلعب دوراً لاحقاً في زيادة التعلق بالمخدر. وبصفة عامة، أثبتت الأبحاث المتخصصة في هذا المجال أنه كلما زاد تعرض الفرد لعوامل خطر محددة وفقاً لخصائص الفرد، كلما زاد احتمال تهيئته لقابلية تعاطي المخدرات، وهو ما يؤدي إلى قرار استعمال المخدرات والاستمرار في تعاطيها ومن ثم إدمانها. في حين أن من تعاطوا المخدرات، ثبت أن عوامل"الحماية" التي تقلل من خطر الوصول إلى قرار تعاطي المخدرات وإدمانها، كانت قليلة في حياتهم أو منخفضة الجودة، أو هم لم يتعرضوا لها أصلا ولم تعمل أسرهم ولا مدارسهم على توفيرها لهم بشكل ملائم خلال مراحل تربيته وتعليمه لكي تمنع من الوقوع في تعاطي المخدرات .
* أربعة مجالات خارجية تشكل القابلية
وقد استقر العلماء بعد قرابة 30 سنة من البحث المتواصل في مجال علم الإدمان وبواعث التعاطي وعوامل انحراف الأحداث والشباب، إلى أن هناك أربعة مجالات خارجية عن الفرد تشكل مصدر خطورة فيما يتعلق بتشكل قابلية التعاطي وسلوكيات تعاطي المخدرات والمسكرات والانحراف. وهذه المجالات هي المحيط الاجتماعي الجواري، والأسرة، والمدرسة، وطبيعة التفاعل بين الأقران أنفسهم.
فلا يولد الفرد بطبيعته مجرماً ولا منحرفاً، ولكن الغالب تساعده الظروف المحيطة على ممارسة السلوكيات المرغوبة أو الجنوح نحو السلوكيات المنحرفة والخطرة والتي منها تعاطي المخدرات والمسكرات، كما أنها هي من يشكل شخصيته وقيمه وانفعالاته وتفاعلاته ورصيد خبرته وميوله، ويسهل له سبيل الانحراف .
وقد طور العلماء منظور عوامل الخطورة في التسعينيات الميلادية من القرن الماضي ، لمساعدة الباحثين والمتخصصين في المجالات الاجتماعية والطبية والإعلامية والأمنية، في مجال دراسة وفهم انحرافات الشباب أو حتى لمعرفة حالاتهم، لتوجيه عمليات البحث والمعالجة والتعامل والطرح الإعلامي والتثقيف والتعليم، نحو عوامل الخطر التي تدفع بهم لتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية. وتم وضع إطار عام بالعوامل التي تشكل خطرا يهدد بتعاطي المخدرات .
واستمر تطوير هذا النموذج حتى بداية الألفية الثالثة، وبات حالياً هو النموذج العالمي والذي يستخدم لوصف العوامل المتعددة والمتداخلة التي تتفاعل مع بعضها البعض وبالتالي تشكيل سلوك تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية. كما يعد الاكتشاف العلمي الفاعل في مسيرة المجتمعات لحماية الشباب والصغار من مخاطر السلوكيات الخطرة الماثلة في تعاطي المواد الخطرة على صحة العقل وسلامة التصرف، والذي بات يوجه عالمياً عملية تصميم برامج الحماية ووضع سياسات حماية متعددة. واستغنى الناس عن منظور الوقاية الذي كان مستخدما للوقاية من الانحراف. نظراً لكون منظور الوقاية لا يعد فاعلاً في التعامل مع السلوكيات الخطرة، إلا كحالة من الإجراءات الخيرية وغير الملزمة حتى على مستوى المصطلح. وباتت الاستخدامات الحديثة لمفهوم برامج الحماية ملزمة طبياً وإعلامياً واجتماعياً حتى على المستوى التنظيمي للمدرسة والحي والمعهد ومؤسسة العمل. وبقي هذا المنظور يستخدم من قبل الباحثين والأطباء وخبراء المخدرات والعاملين في مجال التعليم للحماية من خطر التعاطي، نظراً لما أحدثه من مساعدة في بلورة فهم عوامل الخطر والحماية، كما بات يستخدم من قبل المؤسسات العدلية والقضاة والمحامين ويستخدم أيضاً في برامج الإصلاح السلوكي والفكري مؤخراً.
‏* عوامل الخطر العائدة للفرد
تتمثل عوامل الخطورة بالنسبة للفرد نفسه فيما تعرض له من صدمات نفسية أثرت على عملياته العقلية، وتطور شخصيته السالب، وميله نحو التصرفات الخطرة، وبدايته المبكرة مع الانحراف، ورؤيته القاصرة التي يستخدمها في صناعة القرار، ويتمثل التركيز في عوامل الحماية على ما يمتلكه الفرد من مهارات اجتماعية لعمليات التواصل الفاعل مع محيطه الاجتماعي، وعدم الارتباط بأقران منحرفين أو مسايرة أشخاص بالغين، وتطوره ومحافظته على سمات شخصية مميزة وفاعلة، وسعيه للمحافظة على مكتسباته الاقتصادية والمهنية من خلال تجنب السلوكيات الخطرة .
* عوامل الخطر العائدة للأسرة
يقال (الفرد بشكل عام هو نتاج الإخراج الأسري) نظراً لأن حياة الأسرة تؤثر بشكل قوي جداً في تشكل كيان الطفل والمراهق. فالصراعات الأسرية وضعف الإدارة في الأسرة وافتقار الوالدين لمهارات التعامل الفاعلة مع الأبناء، جميعها دلالات على إمكانية تعاطي الأبناء للمخدرات والمؤثرات العقلية فضلاً عن الانحراف بشكل عام.‏ فتأثير البيئة المنزلية عادة ما يكون الأكثر أهمية في مرحلة الطفولة. وتعاطي الآباء والأمهات وكبار ‏السن في الأسرة للكحول أو المخدرات، أو تورطهم في قضايا جنائية، جميعها مسائل تزيد من مخاطر تورط الأطفال فما بعد في مشاكل المخدرات.
* عوامل الخطر العائدة للرفاق:‏
يعد تأثير الرفاق من أهم العوامل الفاعلة في تشكيل وتنمية احتمالات التصرف الخطيرة المؤدية إلى تعاطي المخدرات والمسكرات. فالرفاق الذين لديهم اتجاهات وسلوكيات تدعم استخدام المخدرات والمؤثرات العقلية يساهمون في تشكيل البيئة الخطرة للفرد الدافعة للتعاطي. بينما الأقران والأصدقاء غير المستخدمين للمؤثرات العقلية ويملكون قيماً عاليةً رافضةً لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية يشكلون بيئة حامية للفرد من الوقوع في تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.‏ فالأصدقاء والمعارف لهم التأثير الأعظم خلال فترة المراهقة. فالأقران الذين يتعاطون المخدرات مثلاً، قد ‏يقنعون أصدقاءهم بتجربة تعاطي المخدرات لأول مرة حتى وإن لم يتعرض هؤلاء الأصدقاء لعوامل خطر خلال مرحلة الطفولة.
‏* عوامل الخطر العائدة للمدرسة
يعتبر ضعف التعلق بالمدرسة والعلامات المبكرة للإخفاق في الدراسة تعتبر علامات هامة كعوامل خطر تتيح التنبؤ بإمكانية تعاطي الفرد للمخدرات والمؤثرات العقلية. بينما الطلاب الذين يمتلكون روحا متعلقة بالمدرسة ولديهم علاقات قوية وجيدة مع زملائهم في المدرسة مع تميزهم العلمي، وتكوين توقعات جيدة عن مستقبلهم من قبل المعلمين، هم يعيشون في بيئة ومستوى من الحماية تدل على عدم إمكانية تورطهم في تعاطي المخدرات.‏
* عوامل الخطر العائدة للجيرة
يعد الحي والجيران الذين تتسم معالمهم بتقطع الصلات والتواصل، أو هم دائمو التحول والتغير، أو لديهم معايير وقيم تشجع على تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية أوهم يمارسون التعاطي، بيئة خطرة على المراهقين قد تدفع بهم لتعاطي المخدرات. بينما العيش في بيئة سكنية جوارية لديها أنشطة تواصل اجتماعي مضمونة السلامة ولديها أنشطة دينية جماعية كالصلاة في المسجد بشكل جماعي، تعتبر من أقوى البيئات المساعدة على حماية سلوكيات المراهقين والصغار من تعاطي المخدرات.‏
* عوامل الخطر العائدة لبيئة العمل
تكون بعض بيئات العمل بيئة مساعدة على الوقاية من تعاطي المخدرات. وتمثل الإجراءات المتبعة فيها بمثابة عوامل حماية للفرد من تعاطي المخدرات. ولكن الأقران وبعض بيئات العمل قد لا تتوفر بها عوامل حماية ورقابة وسياسات متكاملة لحماية الفرد من تعاطي المخدرات، مما يجعل بيئة العمل عاملا من عوامل التعاطي .
* تفاعلية الخطورة
لا ينتج حدوث التعاطي في الغالب بسبب عامل وحيد، بل تعد سلسلة من التفاعلات والتبادلات المساندة وظيفياً بين عوامل الخطورة وفقد عوامل الحماية تتم بطريقة سالبة ودراماتيكية متطورة ومتزايدة. وتعمل هذه العوامل بشكل تبادلي على إحداث مناخ عام من قابلية الفرد للتعاطي. لا تحدث مسألة قابلية التعاطي فجأة لدى الفرد. تقريبا هناك استعداد كامن لفترات طويلة لممارسة السلوك المنحرف الماثل في تعاطي المخدرات ويبرز للسطح كنتيجة وقرار يتخذه الفرد، في ظل توجهات قيميّة داخلية دافعة للانحراف وأخرى مفقودة نتيجة لضحالة الوعي الصحي، وتلاشي قيم الحماية الداخلية التي تأثرت على المدى الطويل نتيجة للتعرض المبكر لعوامل خطورة عملت على اضمحلالها، وعملت على تنمية قيمة سالبة فضلاً عن غياب عوامل الحماية المبكرة وعدم فاعلية المتأخرة منها.
وبهذا يعرف أن هناك عوامل خطورة وحماية داخلية راجعة للفرد، وأخرى خارجية، وعوامل مبكرة وأخرى متأخرة، يتعرض لها الفرد وخلال مسيرة نموه وتوجهه نحو مرحلة المراهقة. فكلما زادت عوامل الحماية كلما قل خطر التعاطي وكلما زادت عوامل الخطورة كلما زاد خطر التعاطي. وهذه العوامل لا تمتلك ثقلا في التأثير متساويا. فمثلاً هيمنة الرفاق على الفرد خلال مرحلة المراهقة، وتفردهم به، في ظل اتصافهم بممارسة سلوكيات جانحة، تعد حالة خطورة عالية. ويزيد خطرها فيما لو كانت شخصية المراهقة تابعة في ظل غياب الرقابة الأسرية. ولكن معرفة ما تعرض لها الفرد من فقد لعوامل الحماية وما تعرض لها عوامل خطورة تتيح للمخططين والعالمين في مجال الحماية من خطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، تصميم برامج ومواد حماية فاعلة في التعامل مع طبيعة المشكلة، كما تساهم في توضيح أهمية وتفعيل خطوات الاحتواء والمعالجة القادرة على التفاعل مع المشكلة بشكل مباشر على نحو إيجابي .
وإلى اللقاء في الأسبوع القادم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.