افتتح رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي امس في بيروت أعمال الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب.وتسلم وزير الشئون الاجتماعية اللبناني وائل أبو فاعور في بداية الاجتماع رئاسة أعمال الدورة التي تستمر يومين من وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة في المغرب نزهة الصقلي. ميقاتي يدعو للاستجابة لمطالب الشعوب ويحذر من مخاطر الانزلاق وأشار ميقاتي - في كلمته التي افتتح بها أعمال الدورة- إلى أن الدورة تعقد في وقت يشهد فيه العالم العربي أحداثا هامة ، معربا عن أمله في الاستجابة إلى مطالب الشعوب العربية في الحرية والكرامة وحقوق الانسان بهدف رسم الأفق الواعد الجديد لشعوب الدول العربية. وأكد أهمية أن يعلم الاشقاء العرب مخاطر الانزلاق الناتجة عن آفة الاقتتال الاخوي حتى لا يحدث ما عايشه لبنان في فترة سابقة والذي صمم على تحقيق الوحدة الوطنية والتمسك بالثوابت لحماية السلم الاهلي. ونبه ميقاتي الدول العربية الى المخاطر الجسيمة التي تحيط بالأمة العربية مطالبا بالتمسك بالوحدة الوطنية لصيانة الأوطان بالاستقرار الاجتماعي. ودعا إلى عقد اجتماع مشترك العام القادم لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب ومجلس وزراء الشئون الاقتصادية حيث سيتولى لبنان رئاسته العام القادم أيضا لبحث المستجدات على الساحة العربية والاتفاق على رفع مستوى المعيشة للمواطن العربي.وأدان ميقاتي الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية مؤكدا تمسك بلاده بتحرير باقي أراضيها المحتلة داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة الممارسات الاسرائيلية في فلسطين من أجل قيامه بدوره في تحقيق السلام العادل والشامل وتطبيق المبادرة العربية في هذا الشأن. وعن الوضع الداخلي أكد أنه يسعى إلى زيادة الحد الأقصى في أجور العاملين إلا أن الاوضاع الاقتصادية الراهنة فرضت ما تم التوصل إليه محذرا من المغامرة أو المزايدة على العمال بالقيام بأي تحرك حتى لا يرتد سلبا على لبنان. من جهته اعرب معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين - رئيس وفد المملكة الى الاجتماع - عن تطلّع المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتحقيق أهداف الألفية وإعداد تقارير من الدول الأعضاء بخصوص الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة. وبين العثيمين أن الحد من معاناة الدول النامية ومكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية تشكل أبرز محاور الاجتماع. وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء السعودية على هامش أعمال الدورة إنّ المملكة قطعت شوطاً كبيراً وبعيداً في تحقيق الأهداف التنموية والاجتماعية من خلال التقارير التي تبعثها للأمانة الفنية المشكلة من وزارات الشؤون الاجتماعية في الدول العربية بالتعاون مع وزارات الاقتصاد والتخطيط. من جانبها قالت وزير الشؤون الاجتماعية والأسرة والتضامن في المغرب نزهة الصقلي إن طموحات الشعوب العربية بدأت تعبِّر عن نفسها بقوة من أجل المزيد من الديمقراطية والحرية والمساواة واحترام كرامة الإنسان لكن المطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والعدالة الاجتماعية هي في قلب كل هذه الحركات.ودعت إلى العمل بشكل أكثر ابتكارا وجرأة في معالجة كل القضايا التي من شأنها السماح بمواجهة تحديات التنمية البشرية. وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني وائل أبو فاعور إنه وموازاة لما حققته الدول العربية في العقود الثلاثة الماضية من انجازات تنموية مهمة وفق تقرير التنمية البشرية الصادرة عن الأممالمتحدة ، فإن ثمة إخفاقات أو عثرات أو تحديات موروثة أو مستجدة منها أن عدد المواطنين العرب الذين يعيشون تحت خط الفقر يتراوح بين 65 و73 مليون شخص كما أن هناك عشرة ملايين عربي يعانون من سوء التغذية كما وصلت نسبة البطالة في المنطقة العربية إلى 20 في المئة. ووصفت وزيرة الشؤون الاجتماعية في دولة الإمارات مريم خلفان الرومي الاجتماع بالفرصة المناسبة لتبادل الآراء حول مستجدات السياسات الاجتماعية لمناقشة التحديات وتطوير الخطط والبرامج الرامية إلى تحقيق مستقبل أكثر استقرارا وأمنا وازدهارا للبلدان العربية. وفي ختام الاجتماع ألقت الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية الدكتور سيما بحوث كلمة أكدت فيها أن الاجتماع ينعقد في وقت يشهد فيه العالم العربي حراكا غير مسبوق يضعه على مفترق طرق حرج ، في وقت ارتفعت فيه دعوات التغيير والإصلاح في عدد من الدول احتجاجا على الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي والفساد وغياب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وسعيا إلى تحقيق المشاركة والعدالة الاجتماعية ومستوى معيشة أفضل.بعد ذلك بدأت الجلسات المغلقة للدورة.