كل مجتمع يعمل جاهداً للحفاظ على ثوابته وقيمه ومبادئه والدفاع عن مكتسباته ونجاحاته والأمن هو صمام الامان والضمان الاول لهذه المكتسبات والراعي المهم لقيم واخلاقيات كافة المجتمعات. وهكذا اطلق (فارس الرياض) وقائدها الأمير سلمان بن عبدالعزيز الحملة الامنية التي اتت أؤكلها بأسرع مما توقع الجميع وللنتائج الباهرة التي نتجت عنها والفوائد الجمة التي ادت اليها في الرياض انتظمت كافة مناطق البلاد بلا استثناء وانتشرت كالريح الطيب في جميع جهات البلد الطيب. فحين اطلق فارس الرياض الحملة الامنية كان يعلم ان هناك حاجة ماسة لها بعد ان استفحلت الفوضى شوارع الاحياء الشعبية وازقتها وعاثت العمالة (السائبة) المنحرفة فيها فساداً واستغلت كرم الضيافة وحسن المعاملة اسوأ استغلال والمتأمل لنوعية المخالفات والجرائم التي تم ضبطها بالمناطق التي يتخذ منها بعض العمالة الوافدة وغير النظامية اوكاراً لها، يجد ان كثيراً منها يتجاوز كونه مخالفة لأنظمة الإقامة والعمل بالمملكة التي تعودنا عليها منذ سنوات مضت، الى حدود الجرائم الشاذة والغريبة على مجتمعنا التي يستغرب حقاً وقوعها في المملكة، ولعل اوضح دليل على ذلك ما تم ضبطه من جرائم الشذوذ الجنسي، وترويج الافلام الاباحية، والاتجار في المواد المخدرة بجميع انواعها. وقد اسعدنا كثيراً التصريح الذي تداولته الصحف المحلية ومفادة: تأكيد رئيس لجنة الرصد والمتابعة بالجمعية الوطنية لحقوق الانسان الدكتور مفلح بن ربيعان القطحاني عدم تلقي اللجنة اي شكاوى ضد الحملة الامنية التي تقودها شرطة منطقة الرياض او الجهات الاخرى في مناطق المملكة على الاشخاص الذين يمارسون مخالفات امنية سواء مقيمين او سعوديين بالرغم من مرور اكثر من شهرين على الحملة الامنية. وبين الدكتور القحطاني في ذلك التصريح ان لجنة الرصد والمتابعة لم تتلق شيئاً من هذا القبيل مشيراً الى ان فريقاً من الجمعية الوطنية قام بزيارة لسجن (الوافدين) بالعاصمة الرياض مع بداية الحملة الأمنية اطلع من خلاله على اوضاع السجناء. وقال الدكتور القحطاني: «اننا لم نتلق اي شكاوي من السجناء مضيفاً ان الزيارة لم تقتصر على السجناء نتائج الحملة الامنية حيث كانت الزيارة شاملة لجميع السجناء. مشيراً كذلك الى ان القائمين على الحملة كانوا دقيقين وانهم لا يضبطون الا المتلبسين بالمخالفة وعند المخالف قناعة بأنه مخالف». ان هذه الحملة المباركة تؤدي لحماية المواطن والوطن والمقيم وتعمل على امنه وامانة في مسكنه وفي عمله وتوفر الجو الصحي للانتاج والنماء وتقضي على الجريمة قبل وقوعها بكل اشكالها وتوقف المجرمين عند حدهم وتمنعهم من التطاول على محارم ومقدسات وقناعات هذه الارض الطيبة وأهلها. وفي هذه المعركة يجب ان نقف مع رجال الأمن ونعاونهم ونعينهم في اداء واجبهم المقدس، فالتستر ثم التستر هو الآفة التي تمنح المجرمين والمخالفين رخصة العمل ضد امن الوطن والمقيم. ويجب ان تصاحب هذه الحملة الامنية حملة توعوية اعلامية - وهنا يبرز دور الاجهزة الاعلامية المختلفة - تساهم في رفع وعي المواطن بأهمية الالتزام بالنظم والقوانين وعدم مخالفتها في سبيل مكاسب زائفة تحمل في طياتها الخسارة والبوار.. فالوعي العام هو السلاح الامني الذي يجب ان نتسلح به جميعاً.. كذلك يجب على الاجهزة الامنية الاستمرار في المتابعة والمداهمة والرصد والتصدي بشكل دائم حتى لا تعود حليمة الى عادتها القديمة ويعود تجار الرذيلة واهل الفساد والإفساد الى ما كانوا عليه بعد توقف الحملات، فالامن والامان لا يمكن ان يكون موسمياً او مؤقتاً بل دائم ومستمر وعلى الجميع الشرطي والمواطن والمقيم الصالح واجب المساهمة في هذا الجهد الخير الطيب المبارك بإذن الله واطال الله عمر الأمير سلمان أمير الرياض وامده بعون منه ومدد ليظل رافعاً راية الامن مطلقاً حملات الامان تحت مظلة حكومتنا الرشيدة.