أثنى رئيس مجلس المفتين لروسيا الاتحادية الشيخ راوي عين الدين على حسن تعاون المجتمع الروسي مع المسلمين الذين يعيشون على أراضي روسيا واصفا إياه بأنه شعب متسامح ومتعاون مع جميع الأديان. كما أن الدولة تحترم قوانين وحقوق ومصالح المسلمين الروس وهذا الطريق يمثل طريق التعايش الديني على أساس الاحترام المتبادل للمصالح والحقوق، وروسيا عاشت على هذا الأساس سنيناً طويلة، ولديها خبرتها في العمل المشترك بين الأديان والأمة والشعوب، وهي خبرة إيجابية. مؤكدا أن مجلس المفتين في روسيا لديه العديد من المشاريع التي يعتزم تنفيذها منها بناء مساجد في جميع المناطق الإدارية ال 10 لمدينة موسكو. كما أن هناك دراسة تجري حاليا حول إمكانية بناء مسجدين في «بوتوفو» ومنطقة «شوسيه انتوزياستوف». وعن المساجد التي توجد في موسكو قال: يوجد عدة مساجد في موسكو إلى جانب المسجد الجامع والمسجد التاريخي في مناطق «تل بوكلونايا »، و«اوترادنويه»، وفي شارع «نوفاتوروف»، ومسجد على أرض السفارة الإيرانية في موسكو. وأكد رئيس مجلس المفتين لروسيا الاتحادية أن المساجد الموجودة في موسكو لا تستطيع استيعاب جميع المسلمين، وخاصة في المناسبات الدينية حيث يصلي الكثير منهم في العراء قرب المساجد. وأضاف أنه لهذا السبب يجري حاليا توسيع المسجد الجامع وبناء مساجد جديدة في مناطق موسكو المختلفة. وتجدر الإشارة إلى أن وضعية الإسلام والمسلمين في روسيا له خصوصيته فالإسلام جزء أصيل من التركيبة والنسيج الثقافي لروسيا منذ قديم الزمان ثم إن العشرين مليون مسلم الموجودين قد يكونون أقلية في العدد ولكنهم ليسوا أقلية في الجوهر،لأنهم من سكان روسيا الأصليين. فالمسلمون في روسيا ليسوا أقلية قادمة من الخارج وهذا أمر هام جدا ، وذلك يمثل حقيقة هامة وهي أن الإسلام عنصر أصيل في التركيبة الثقافية داخل روسيا، وأن روسيا الأرثوذكسية تحتضن الإسلام كجزء رئيسي من تركيبتها الثقافية، وبالتالي فإن المشاكل التي تتعلق بالإسلام والمسلمين تمثل قضايا داخلية خاصة بروسيا. هذا ويعتبر الإسلام دين وعقيدة أكثر من 30 قومية من القوميات الأصلية لروسيا الاتحادية، وعدد كبير من المهاجرين الذين يعيشون في روسيا بشكل دائم أو مؤقت. ولقد بدأ المسلمون يمارسون شعائر الدين الإسلامي بحرية فاعلة منذ بداية التحولات الديمقراطية. كما جرى في هذا الإطار تسجيل العديد من الجمعيات الإسلامية العاملة التي لم تحظ باعتراف السلطات من ذي قبل ، كما توجد في روسيا حاليا أكثر من 50 مؤسسة تعليمية إسلامية متخصصة عالية وإعدادية، ومدارس ابتدائية في جميع المساجد تقريبا. وتشهد الساحة الإعلامية في روسيا إصدار أكثر من 20 صحيفة إسلامية، بالإضافة إلى الكتب والمطبوعات الإسلامية المتنوعة. ويتوجه عدة آلاف من المسلمين في روسيا سنويا إلى الديار المقدسة في مكة والمدينة لأداء فريضة الحج.