الحديث عن الكارثة الرهيبة التي تحل بإخواننا في الصومال ليست جديدة، فهي متجددة ومتكررة، يزيد من استمرارها ومراراتها عدد من الأمور من أبرزها الأوضاع السياسية الداخلية، والتدهور الاقتصادي، وعدم وجود خطط تنمية لمواجهة تلك الظروف، ولذا فإن إغاثة هذا الشعب المنكوب يجب أن لا تقتصر على المعالجة السطحية للوضع الراهن المتمثل في توفير الغذاء والدواء والإيواء المؤقت لهذا الموسم فحسب، لا بد أن تكون هناك مشاركة في حلول جذرية طويلة المدى، ولا بد من مساعدات دولية رسمية على مستوى الهيئات أو المنظمات للمشاركة في الاصلاحات السياسية والاقتصادية، ودعم مشاريع التنمية في تلك البلاد خاصة ما يتعلق بالصحة والزراعة والرعي وحفر الآبار، بما يتناسب مع الظروف البيئية في منطقة القرن الافريقي، حتى إذا ما وقعت موجة جفاف جديدة ستكون بإذن الله أقل أثراً وتأثيراً. وكم هو جميل من مملكة الإنسانية كعادتها في أخذ زمام المبادرة في أعمال الخير وبقيادة إنسانها الكريم خادم الحرمين الشريفين أن تبادر في رعاية هذا المشروع الشامل، وعوداً على إغاثة الشعب الصومالي في هذا الموسم الجاف من الجوع خاصة، أطرح سؤالاً على علمائنا الأجلاء فيما يتعلق بجواز صرف الزكاة لإخواننا المنكوبين هناك، وحث المسلمين في هذه البلاد المباركة لإخراجها لهم عن طريق الجمعيات أو المؤسسات الخيرية الخاصة لحاجتهم المناسة، حسب ميزان فقه النوازل، نسأل الله أن يفرج كربتهم وأن يوفقنا لعمل الخير في شهر الخير..