بكل الاعتبارات يعد تأخير إدارة شؤون المنتخبات في الإعلان عن تشكيلة المنتخب السعودي الأول خطأً كبيراً، خصوصاً وقد مرّ أكثر من خمسة أشهر عن آخر مباراة خاضها، وهي التي التقى فيها نظيره الياباني في نهائيات كأس أمم آسيا التي استضافتها الدوحة في يناير الماضي؛ إذ لم يتمكن من خوض أية مباراة ودية له طوال تلك الفترة لعدم وجود مدرب له منذ إقالة البرتغالي بيسيرو وإعفاء ناصر الجوهر من مهمته وهو الذي خلفه في منصبه في تلك البطولة. ويزيد الخطأ من حجمه حين ينتظر مسؤولو المنتخبات الإعلان عنها إلى ما بعد انتهاء الموسم بآخر مباراة فيه إذ سيقام نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بعد غد (الجمعة) بين الاتحاد والأهلي؛ وهو ما يعني أن اللاعبين سيكونون -بالفعل- ما بين المطرقة والسندان، إذ إن التأخير سيضع كل لاعبي الدوري في مأزق الذهاب للإجازة، لكون لا أحد منهم يعلم يقيناً أنه سيكون ضمن تشكيلة المنتخب الجديدة؛ خصوصاً وأن ثمة احتمالات كبيرة أن تطالها بعض التغييرات؛ عطفاً على المتغيرات التي عصفت بالمنتخب منذ الإخفاق الآسيوي، وهو ما يعني أن اللاعبين حتماً قد رتبوا وضعهم على الذهاب للإجازة أنى تكون وجهتها، بل إن البعض منهم قد غادر فعلاً لخارج البلاد بمجرد أن علقت أنديتهم التدريبات؛ رغبة منهم في الاستفادة من عامل الوقت لضيق الفاصل بين نهاية الموسم الجاري والموسم المقبل. ويبدو أن إدارة شؤون المنتخبات ستواجه حرجاً شديداً عند إعلان التشكيلة بعدم انتظام بعض اللاعبين المختارين فيها في بداية انطلاق المعسكر المقرر يوم السبت 25 يونيو المقبل بقيادة مدرب منتخب الشباب البرازيلي روجيرو موريس، وذلك عطفاً على ما أعلنته إدارة المنتخبات في بيانها الأخير؛ إذ يتوقع أن تتأخر عودة بعض اللاعبين من إجازاتهم إن بسبب أو لآخر، وقد يصل البعض إلى التعذر بعد علمه باختياره للمنتخب، وقد حدث مثل هذا من قبل سعد الحارثي في اكتوبر من العام الماضي حينما تخلف عن بداية انطلاقة الانضمام لمعسكر المنتخب الذي كان يستعد يومها لبطولتي كأس الخليج وكأس آسيا، وأعلن مدير المنتخب آنذاك فهد المصيبيح أن السبب يعود إلى عدم تبليغ إدارة المنتخب للاعب الذي حصل على إجازة من إدارة ناديه. إن إدارة شؤون المنتخبات الجديدة تحتاج إلى التركيز الشديد والتنبه لكل الأمور وألا تترك شيئاً للمصادفة، كما حدث في أزمة مدرب المنتخب الأخيرة التي أحرجتها كثيراً على الأقل إعلامياً وجماهيرياً؛ خصوصاً وهي تمضي في خطواتها الأولى، إذ يفترض عليها جدولة الأخطاء التي وقع فيها سابقوها لتجنبها والاستفادة منها، لأنها إن لم تفعل فستستنسخ الأخطاء بدلاً عن معالجتها، وهو ما سيكون أضر وانكأ على المنتخب، وهو ما قدر يرتد بالسلب على الإدارة نفسها التي جيئ بها في مهمة إنقاذ، وإذا ما حدث إرباك في انطلاقة معسكر المنتخب وهو الأول في ظل قيادتها فإن ذلك لن يعني سوى شيء واحد، وهو أنها لم تستفد من تجارب من سبقها، وهنا ستكون المشكلة أكبر عليها وعلى المنتخب، وقد قيل قديماً: "السعيد من اتعظ بغيره".