كثر الحديث عن قيادة المرأة للسيارة هذه الأيام وكأن ليس لدينا هموم سوى "متى سنسوق؟" لقد انتهت جميع مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والبطالة والفقر والطلاق وغيرها، وكأن خاتم سليمان هو أن نسوق كي تنتهي جميع مشاكلنا وأوجاعنا وهمومنا، علما بأنني أحمل رخصة قيادة سارية المفعول ولكن ارفض القيادة في شوارع الرياض إلى أن يتعلم المجتمع أنظمة القيادة واحترامها وقوانينها ووجود الشركات المختصة بالاهتمام بالسيارة في حال عطلها ليتسنى الاتصال بها للحضور فورا.. إلى المطالبات بالقيادة: لماذا لا تطالبن بالاستغناء عن الخادمة ورعاية أطفالكن فلذات أكبادكن الذين في أحضان الخادمات وأصبحن الأمهات البديلات. لماذا لم تقم واحدة بمحاولة إيجاد بدائل للخادمات اللواتي لا تنتهي قصصهن ومشاكلهن مع فلذات أكبادنا كما نرى يوميا في الصحف وغيرها من وسائل الإعلام. إن عملي على مدى سنين طويلة في المجال الاجتماعي جعلني أصاب بالإحباط وللأسف على عقلية بناتنا وسيداتنا اللواتي لم يقمن بالعمل على إيجاد نظام للمطلقات اللواتي يجدن أنفسهن في الشارع بعد سنوات طويلة من الزواج بمجرد لمسة قلم من الزوج لا حقوق لها ولا مأوى تدور مشردة في الشوارع تبحث عمن يعيلها وأطفالها. سائقاتنا العزيزات: لماذا لم تقدم واحدة منكن اقتراحا بإيجاد بدائل للقيادة مثل شركات مواصلات منظمة في الأحياء سواء كانت ليموزينات أو باصات مكيفة خاصة للسيدات ولكن لعلمي أن "برستيج" أغلبكن يمنعكن من استخدام المواصلات العامة " ياعيباه".. كم من السيدات لم يستطعن العمل لعدم موافقة ولي الأمر أو الزوج أو سحب الموافقة عند أدنى خلاف مع الزوجة لتصبح ضحية بلا عمل مدى العمر. كم كنت أتمنى لو أن الجهود تضافرت للمطالبة بالنظر في قوانين الحضانة وحماية المرأة من العنف والابتزاز المادي من الزوج أو أب لا يخاف الله.. كم كنت أتمنى لو أن هناك حملة للمطالبة بالحد من عقوق الوالدين وعقوبة كل من يتخلى عن احد والديه إذ أن أسرّة المستشفيات قد ضاقت بكبار سن ليس لهم راع أو ولي يخاف الله وجحود الأبناء وزوجاتهم. كم كنت أتمنى لو أن المطالبة كانت بالعدل في العمل وإعطاء الفرص للترقيات حسب المؤهل والخبرة والاجتهاد وليس حسب نظرية " أنت محسوب على مين؟". هناك الكثير والكثير مما نحتاج إليه قبل أن نطالب بالقيادة ودعني أقول بالعامية ( أن نولم العصابة قبل الفلقة). ولذا أنا سعيدة بأن أقول لن أقود ولن أقود حتى أرى مستقبلا علمياً أفضل لأبنائي وفرصا وظيفية أفضل لبناتي وضمانا اجتماعيا أفضل لأمهاتي ودور حضانة أفضل لأحفادي وغيرها الكثير....... و«فكونا من هذي السيرة » *مديرة المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع - الشؤون الصحية بالحرس الوطني