أوضح رئيس مجلس إدارة (شركة واحة الصحة للرعاية الصحية) عبدالله النعيم أن الإسلام يحفظ الحقوق ويقدر دور المسنين والآباء في عطائهم فأوجب على المجتمع توفير الرعاية لهم في فترة ضعفهم، ورعاية المسنين تعتبر حقا مكفولا لهم، كما انه في عنق الشباب والمجتمع حق ودين ينبغي على الشباب والمجتمع الوفاء به، مشيراً إلى أن رعاية المسنين و ذوي الأمراض المزمنة تعد عبادة وعملاً إنسانيا نبيلا لأنه من غير المعقول أن يهمل المجتمع طائفة من الناس قدمت له الكثير في شبابها وعندما يعتريها الضعف يتخلى عنها. وقال النعيم: "حرصا منا ومن كافة أعضاء مجلس إدارة شركة واحة الرياض ومنسوبيها على التقييد بمتطلبات ديننا الحنيف وأن يكون لنا دور محوري في بناء مجتمع مثالي يواكب التغيرات الكبيرة التي حدثت ومازالت في الحالة الاجتماعية والثقافية في المجتمع السعودي وتغيير التركيب الأسرة السعودية الأمر الذي أدى إلى تطور كبير في معظم الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية في المملكة العربية السعودية، لذا انبثقت فكرة (مستشفى واحة الرياض للرعاية الصحية) كأحدث مركز لتقديم الرعاية الصحية للمسنين وذوي الأمراض المزمنة في الشرق الأوسط وروعي في تشييده أن يكون وفق احدث النظم المعمول بها في كبرى مستشفيات رعاية المسنين والأمراض المزمنة عالمياً. وحول العلاقة واحة الرياض ومركز الأمير سلمان الاجتماعي، قال عبدالله النعيم إن إنشاء واحة الرياض للرعاية الصحية للمسنن وذوي الأمراض المزمنة امتدادا للدور الفريد والمتميز الذي قام به مركز الأمير سلمان الاجتماعي ولا زال لأكثر من أربعة عشر عاما في خدمة المواطنين اجتماعيا وثقافيا وصحيا ونفسيا إلا أن (واحة الرياض) مستقلة إداريا وفنيا عن مركز الأمير سلمان الاجتماعي. واستطرد النعيم بأن الدراسات الحديثة تشير إلى أن متوسط عمر الفرد السعودي قد ارتفع عما كان عليه في سنوات خلت، هذا مؤشر قوي بكل تأكيد، إلى تنامي وتطور الرعاية الاجتماعية والصحية في المملكة، وكذلك ارتفاع الوعي الصحي والغذائي لأفراد المجتمع. من جانب آخر، أثبتت الدراسات والبحوث كذلك، على أن الوحدة والعزلة الاجتماعية، تعد من أهم العوامل المؤثرة سلباً على كبار السن، ويعود إليها السبب الرئيس في زيادة المشكلات الصحية، ففي وضعية كهذه، تصبح الحاجة إلى مؤسسات اجتماعية جديدة لكبار السن تحديداً، أمراً ملحاً. مستشفى واحة الرياض للرعاية الصحية وتابع: أن المؤسسات تقوم على فكرة انتقال الشخص من حياته العملية إلى حياة التقاعد، دون تأثير أو اختلال في نظام حياته، فتخرجه من وحدته وعزلته، وتحافظ على صحته النفسية والجسدية، وتشغل وقت فراغه بطريقة علمية ترفيهية مفيدة، وتضمن التواصل بين كبار السن ومجتمعهم، وتشعرهم على الدوام، بأنهم ما زالوا يشكلون رقماً مهماً في حركية المجتمع، في تناسب وتناسق مع قيم المجتمع وشفافيته وتقاليده الإسلامية، التي تحث على احترام الكبير، وطاعة الوالدين والإحسان إليهما، ورد الجميل إليهما، تكريساً لبر الوالدين، الذي قرنه الله عز وجل بطاعته سبحانه. وقال النعيم نظرا لتصاعد الخط البياني لعدد المرضى في المملكة خاصة ذوي الأمراض المزمنة و تعذر الاستمرار في علاجهم في المستشفيات الكبيرة سواءً الحكومية منها أو الخاصة، قامت فكرة قيام مشروع (واحة الرياض) ولأول مرة في المملكة لتقوم بدور أساسي في استقبال المرضى الذين لازالوا بحاجة إلى عناية طبية وتمريضية غير حرجة تؤهلهم للعودة إلى الحالة الطبية أو ما يقاربها والتقليل من الأضرار والمضاعفات من الأمراض التي يعانون منها حيث تقوم (واحة الرياض) بكادرها الطبي التمريضي المتمرس بتقديم كل ما يحتاجونه من رعاية في جو عائلي متميز. جانب من خدمات المستشفى وحول ما يميز هذا المشروع عن المشروعات الصحية الأخرى أوضح عبد الله النعيم أن مستشفى واحة الرياض معلم حضاري مستقبلي يضاهي أحدث المستشفيات من حيث البنية التحتية والخدمات المساندة التي توفر أرقى الخدمات الصحية لنزلائها. وأضاف بأن المشروع يقام على أرض تبلغ مساحتها الكلية 50 ألف متر مربع تحتل موقعا استراتيجيا على طريق الملك عبد الله كامتداد لمركز الأمير سلمان الاجتماعي وقد أخذ تنفيذ المشروع 30 شهرا، فيما يتكون من قسمين قسم للرجال وآخر للنساء ويشتمل على مركز اجتماعي وأجنحة بملحقاتها وصالات تأهيلية وعلاجية وغرف مجهزة لمعالجة المعاقين بالإضافة للتجهيزات الفندقية لكل غرفة و صالة لجلوس النزلاء بالجناح بالإضافة للإقامة الطويلة وخدمات اليوم الواحد و الرعاية الصحية المنزلية وخدمات العلاج الطبيعي والتأهيل لكافة النزلاء بسعة 314 سرير والمستشفى ولله الحمد مؤهل الآن لاستقبال كافة الحالات بجاهزية كاملة. ولفت إلى أن رؤية (واحة الرياض) الإستراتيجية تتمثل في تخفيف الضغط عن معظم المستشفيات ذات التخصص الدقيق بسبب إشغال بعض هؤلاء المرضى لاماكن متزايدة فيها بالرغم من عدم احتياجه لها في معظم الحالات. والتخفيف عن الأسر العاملة التي تتزايد أعدادها بشكل مضطرد لعدم القدرة على رعاية أفرادها ذوي الأمراض المزمنة وسد الفجوة بين العرض والطلب في مجال دور رعاية ذوي الأمراض المزمنة المتخصصة في المجتمع السعودي. كما أن رفع كافة الأعباء النفسية والاجتماعية والمادية عن كاهل ذوي الأمراض المزمنة من جهة وعن كاهل أسرهم من جهة أخرى كانت احد أهم أهدافنا الإستراتيجية. وأفاد النعيم أنه في القريب العاجل - إن شاء الله - سيتم دعوة وسائل الإعلام المختلفة لعقد مؤتمر صحفي لاطلاع الجهات المعنية والمهتمة بالمشروع على خدمات واحة الرياض والتجهيزات وتقبل الآراء والاقتراحات في هذا الخصوص.