ستعود الأنظار ظهر اليوم لتتسلط على (بيت الكرة البحريني) حينما يجتمع أعضاء اللجنة التنظيمية الخليجية لكرة القدم للتباحث حول (قضية زعبيل) التي أشغلت الشارع الرياضي الخليجي طوال الأسبوعين الماضيين، ولست أدري ما الجديد لدى الأعضاء الموقرين ليقدموه بعدما أثبتوا لنا وبالدليل القاطع ألا شيء لديهم ليقنعونا به، فلا لائحة محترمة، ولا رأي حصيف. ما أراه من جديد فقط في الاجتماع المنتظر يكمن في مشاركة مدير الإدارة الرياضية بالأمانة العامة لمجلس التعاون القطري عبدالله السليطي، بديلاً عن ممثل الأمانة البحريني علي السنداوي الذي كان أحد محاور التأزيم في الاجتماع السابق بعد نكتة التصويت بالإجماع، ومعنى هذا أن الأمانة سترمي بثقلها في الاجتماع، أما في وجود أعضاء اللجنة فلا جديد، رغم سيل الأخبار التي اجتاحت وسائل الإعلام في اليومين الماضيين بما فيها من تضارب تارة وتواتر تارة أخرى، خصوصاً وأن جل الأعضاء، إن لم يكن كلهم قد استفرغوا ما في جعبتهم على ظهر الصحف وفي أقنية الفضاء. شخصياً، لست متفائلا بمخرجات الاجتماع، أولا: بعد الذي حدث في الاجتماع الأول من تضارب وازدواجية، إن في بنود اللائحة أو في تفسيرها، وكذلك في آلية التصويت (المسخرة) الذي كان يراد له الإجماع في ظل وجود متخاصمين، وثانياً: لأن طرفي القضية (النصر والوصل) أكدا في غير موقف بأنهما لن يقبلا بأي قرار ما لم يصب في قناتهما، وثالثاً: وهو الأهم -بالنسبة لي- أنني تحدثت شخصياً مع السنداوي والسليطي، وبعد الذي علمت منهما من بواطن الأمور وظواهرها أدركت أن (قضية زعبيل) التافهة والشائكة في آن، لا يمكن أن تحل إلا بقرار من (فوق). وحكاية (فوق) هذه يعرفها كل خليجي، فكثير من قضايانا الرياضية وغير الرياضية -للأسف الشديد- لا تحل وفق القوانين المنظمة لها، ولا الإجراءات المشرعة بخصوصها، وإنما تكون رهن سياسة (حب الخشوم، وطلبتك قل عطيتك)، وإذا لم تحل بهذه الطريقة أو تلك فإنها تأتي -حتماً- بقرار نافذ أكبر من رئيس اللجنة وأعضائها، بل أكبر من كل من أرعد وأزبد وهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور في حال لم يكن القرار كما يشتهي، سواء أكانوا مسؤولي اتحادات أو مسؤولي أندية. ولأنني أدرك هذا الواقع كما يدركه معي كل خليجي، فإنني على يقين بأن اجتماع اليوم سيكون نسخة من الاجتماع الماضي، ما لم يكن السليطي قد جاء إليه وفي جيبه قرار مطبوخ سلفاً، وليس عليه سوى تلاوته، فيما على الأطراف المعنية هز رؤوسهم بالموافقة عليه، ومن ثم البصم على ما جاء فيه، وتقديمه لنا بسيناريو يظهر اللجنة متفقة كما لم تتفق من قبل، وإن لم يحدث ذلك، فانتظروني لنغني معاً "تي تي تي تي.. زي ما رحتي جيتي"!.