إنه اسم لجمعية تتخذ من مدينة باريس مقرا لها، ومهمتها الدفاع عن الحريات الصحفية في العالم، وتصدر سنويا تقريرا حول واقع هذه الحريات، وجاء تقريرها للعام المنصرم 2009مجحفا جدا بحق الصحافة السعودية، حيث وضعتها في ذيل القائمة كما عبّر بعض الزملاء. جاءت الصحافة السعودية في المرتبة 163 من بين 175 بلدا. تمنيت يومها لو أن الزملاء في المملكة تجاهلوا هذا الإجحاف، لأن المصدر ليس بريئاً وليس مؤهلا لتقييم كهذا . أعرف هذه الجمعية منذ نشأتها، ودعيت كغيري من الزملاء العرب في باريس للانضمام لها. كانت فلسطين في إحدى انتفاضاتها، كانت فلسطين تحت آلة الحرب الإسرائيلية، وانتظرنا من هذه الجمعية موقفا صريحا من هذا القتل والدمار، فعلت ولكن بصوت منخفض جدا مقارنة بأصواتها العالية في دارفور وغيرها من بقع التوتر والموت في العالم. لم نجد نحن الصحفيين العرب ما يغري بالانتماء لها، ولم نصمت إزاء صمتها أو تجاهلها للكثير مما يتعرض له العرب والمسلمون من ظلم في هذا العالم. لم نفاجأ بذلك التقرير المجحف والذي وضع أمامنا دولا لا تعرف من الصحافة إلا ما تمليه عليها رئاسة الجمهورية، أو دولا ليس فيها صحفي ما لم يكن عضوا في الحزب الحاكم. وعندما التقيت برئيس تحرير هذه الجريدة الأستاذ تركي السديري، كلّفني من موقعه كرئيس لهيئة الصحفيين بدعوتهم إلى المملكة والالتقاء بالمسؤولين والإعلاميين كيفما أرادوا لاختبار مدى مصداقية تقريرهم على الأرض وبلا وسطاء، وما أكثر الوسطاء الذين يتحدثون نيابة عنا في الغرب والشرق. اتصلت برئيس الجمعية ودعوته باسم رئيس هيئة الصحفيين السعوديين، بعد عتاب باللغة التي يعرفها، فرح بالدعوة وسيأتي مع مجموعة من الصحفيين الذين إن أتوا فلن يخرجوا إلا بعد أن يندموا على ذلك التقرير الذي سيظل نقطة سوداء في تاريخ الجمعية. والسيد فرانسوا جوليار، الذي هو رئيسها الجديد يعرف أن من بيته من زجاج لايجرؤ على رمي بيوت الآخرين ...