أقيم على مدى يومين متتاليين اللقاء التربوي الرابع للموهوبات على مستوى المملكة بمنطقة عسير، ونوقش فيه العديد من المحاور والأهداف التي تخدم بشكل كبير مجال الموهبة. وخرج اللقاء بعدة توصيات، منها: التعاون مع المركز الوطني للقياس والتقويم فيما يخدم الطلاب والطالبات الواعدين بالموهبة، وحث مديري التربية والتعليم على توفير الميزانيات الخاصة بإدارات وأقسام الموهوبات قبل موعد تنفيذ البرامج المعتمدة للموهوبات، إلى جانب إعادة دراسة ملكات الموهوبات في إدارات التربية والتعليم، وتوظيف البرنامج الإرشادي للموهوبات في البرامج الإثرائية، كذلك اختيار المواضيع العلمية الحديثة والتقنية المعاصرة في البرامج الاثرائية لموضوع تقنية النانو، كما أوصى اللقاء بتأهيل مسئولات الموهوبات وفق منظومة علمية في مجال الموهبة وصوغ آلية بالتعاون بين الإدارة العامة للموهوبات ومراكز الأبحاث في المؤسسات الخاصة والأكاديمية تتيح نقل تجارب إدارات أقسام الموهوبات وتدعيمها بالبحوث الإجرائية، وتصميم برامج إثرائية فاعلة للموهوبات وفق نموذج الرحلة المعرفية على الويب وغيرها من النماذج التربوية وتطبيقها وتقويمها بإجراء البحوث التي تستخدم المنهج التجريبي، إضافة إلى تضمين البرامج الإثرائية برامج مساندة تتيح الفرصة للطالبات في مجالات أكاديمية علمية ولغوية متنوعة كالرياضيات واللغة الإنجليزية، وتوظيف المهارات القيادية والإشرافية والحلول الإبداعية لمعالجة المعوقات الداخلية في الإدارات والأقسام للموهوبات،وتطبيق البحوث الإجرائية على البرامج الجاري تنفيذها لتقييم مدى فاعليتها وتقنينها. ضعف الفتيات! وبعد هذه التوصيات كان لنا تساؤل عن مدى فعاليتها خاصة بعد أن كشف برنامج "موهبة"عن ضعف مهارات الفتيات السعوديات واكتسابهن للموهبة، وعلى مدى عشر سنوات من انطلاقة البرنامج كان عدد الفتيات الأقل نسبة للبنين، كما أن هذا العام لم تسجل في برنامج الطلبة الموهوبين المرشحين من قبل مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، من الطالبات أكثر من 40 فتاة على مستوى مناطق المملكة، فيما بلغ عدد البنين من طلبة المرحلة الثانوية 165 طالبا. وفي حديث سابق للأكاديمي المشارك في جامعة الخليج العربي مدير برنامج التعليم عن بعد والقياس والإحصاء التربوي الدكتور فتحي عبد القادر أكد على أنه لا يوجد مبرر أمام أي دولة بالتركيز على الموهوبين دون الموهوبات، بعد أن أكدت البحوث العلمية أن القدرة العقلية والعلمية متساوية بين الجنسين. برامج الموهوبات ومن هذا اللقاء خرجنا بمجموعة تصورات وآراء لبعض مديرات إدارات التربية والتعليم بالمملكة؛ بدأناها مع مدير عام الإدارة العامة للموهوبات منى باهبري، وقالت: إن وزارة التربية والتعليم ممثلة في الإدارة العامة للموهوبات قطعت شوطاً جيداً في برامج الموهوبات وفق خطة تدريجية علمية والحمد لله في جميع مناطق ومحافظات المملكة، حيث افتتح إدارات وأقسام للموهوبات وجميعها تطبق خطة الكشف عن الطالبة الموهوبة وذلك بعد تأهيل العاملات في الموهوبات والتوسع في برامج الرعاية يسير في خطة أفقية وأخرى رأسية لنشر برامج الموهوبات، وسيكون نصيب الطالبات من الموهبة في تزايد. وتقول هيلة القحطاني مديرة إدارة الموهوبات بمحافظة النماص إن ضعف مهارات الفتيات السعوديات نسبة للبنين هي نظرة قاصرة وغير صحيحة، وغير مستندة على الواقع (الميدان)، حيث أثبتت فتياتنا قدرات رائعة وعالية جداً.بالنسبة لزيادة أعداد الموهوبين عن الموهوبات فهذا يرجع إلى أن إدارات التربية التعليم بنين تم تفعيلها لبرامج الكشف والرعاية وتنفيذها في الميدان قبل (البنات) بسنوات عديدة وأعداد الطلاب المتزايد دليل على ذلك. واشتركت كل من مديرات إدارات حوطة بني تميم والشرقية والزلفي بمجموعة أسباب كان منها: (قناعة الأهل) واهتمام الأسرة بموهبة الولد أكثر من موهبة البنت، وضعف الاتصالات الذي يعيق وصول التعاميم للبنات، كذلك مرونة حركة المعلمين في التأهيل وتفوق كوادر البنين الذي ساعد في انتشار البرامج الإثرائية، إلى جانب أن البرامج في البنات تخلو دائماً من الحوافز في الزيارات الميدانية العلمية في الجهة المناسبة لخصوصية البنات مما ينشر الملل في البرامج، وأيضا التطبيق في الأولاد أسهل، حيث إن التنقل بالنسبة لهم في المسابقات الدولية لا يواجه صعوبات ولا معارضة الأهل، إضافة الى أن المواصلات للبرامج أصبحت هاجس أهالي الطالبات. بعد هذا التقرير كلنا أمل أن تتفوق الفتاة السعودية وتصل بإبداعها أعلى المنابر وتصل موهبتها لما وصل له شقيقها من حضور المعارض الدولية والعالمية، وأن تلاقي الطالبة التشجيع والدعم من قبل الأهل وتذليل الصعوبات وكسر النظرة الإجتماعية التي من شأنها تثبيط الهمم أمام الرغبة في النبوغ والإبتكار.