كثير من الأعمال الصحفية الجديدة تبدأ بأفكار بسيطة لا تلبث أن تتطور وتنضج بمرور الزمن واذا توفرت لها مقومات النجاح فان تلك الافكار تتحول لإنجاز تفخر به كل صحيفة، الا أن الملاحظ في معظم صحافتنا العربية هو الاكتفاء بتحقيق ذلك الانجاز وكأنه الهدف الذي سُعي من أجله! فالتوقف عند حدود هذا النجاح كان البداية لاضمحلال وزوال اعمال صحفية كبيرة كان يمكن من خلالها الارتقاء بمكانة صحفنا في المجال الاعلامي. ولكن اذا عدنا للخلف قبل عامين عندما اصدرت هذه الجريدة صفحات "الرياض الاقتصادي" اعتقد البعض بانه مجرد ملحق مثل أي ملحق اقتصادي او رياضي او فني تصدره أي جريدة لن يلبث الا ان يتم الغاؤه بعد اسابيع، ولتتحول تلك الملاحق الى صفحات داخلية تختفي مع كثرة الاعلانات! الا انه ومنذ بداية الصدور كان واضحا انه ليس ملحقا بالجريدة! فالحقيقة التي اثبتتها الايام ان "الرياض الاقتصادي" خُطط له ليصبح جريدة متخصصة شاملة لمجالات الاقتصاد بمفهومه الواسع والذي تزامن مع بداية نهضة اقتصادية كبيرة للمملكة كان لهذه الجريدة السبق في مواكبتها والتميز في تغطية التطورات المتسارعة للنمو الأقتصادي المحلي وما ترتب عليه من حراك في مختلف قطاعات التنمية والذي ساعد في إثراء الإعلام المقروء من خلال الأخبار واللقاءات والتحقيقات التي ترصد التنمية وحركة الأسواق المالية والعقارية والفرص الاستثمارية بالمملكة. وخلال هذه الايام نحتفل بنجاح تجاوز حدوده إلى ما هو أفضل وهو الاستمرار والبقاء لجريدة"الرياض الاقتصادي" التي تميزت بالاستمرار في العطاء والتواصل مع المسؤولين والقراء من خلال ما تحتويه صفحاتها من أخبار ومعلومات وتحقيقات اقتصادية وعقارية وتقنية جعلتها مقصداً للقراء والمتابعين للشأن الإعلامي الاقتصادي السعودي، خاصة وان هناك جهوداً ملموسة للمحافظة على هوية وخصوصية هذه الجريدة بالتثبيت لصفحات ومقالات متخصصة يوميا او اسبوعيا وعدم تأثرها بأحداث عابرة، بل اننا نلمس ان هناك توازناً في نشر الاخبار والتحليلات والتحقيقات التي يتم الحرص على انتقاء موضوعاتها والمشاركين بها مما ساهم في نشر مميز لثقافة الاقتصاد بمجالاته المختلفة وعدم الاكتفاء بمجال واحد او تغطية اخبار تنشرها وكالات الانباء ! بل ان هناك دوراً كبيراً لهذه الجريدة في توعية المستثمرين باسواق المال ومنها على سبيل المثال نشر تحليلات مالية لقوائم بعض الشركات تشتمل على اساليب التحليل المالي والنسب التي تهم المستثمر والتي يمكن لاي مستثمر تطبيقها على الشركات الاخرى لمساعدته في اتخاذ قراره الاستثماري ! كما اننا يجب ان لانغفل عن الجانب التقني الذي تحرص الجريدة على تغطية اخباره وتطوراته والذي يهدف إلى رفع الأداء التقني في القطاعين العام والخاص وتقييم مواقعها على شبكة الأنترنت لتشجيعها على تحديثها وتطويرها بما يخدم المستفيدين من خدماتها.إن الذي يجب ان نشير إليه في شأن ماحققته هذه الجريدة هو المشاركة الفعالة من القراء والتواصل بالاقتراح المميز أو النقد الهادف للمقالات والتحليلات عبر موقع الجريدة او الرسائل القصيرة أو بإبداء الرأي الذي حرصت الجريدة على نشره تقديرا لذلك التفاعل حتى وإن حمل رأيا مخالفا وليصبح للقارئ دور في تميز تتمناه جميع الصحف.