شهدت الحرب الروسية - الأوكرانية تصعيداً جديداً، عقب هجوم روسي واسع بالطائرات المسيّرة والصواريخ استهدف مناطق متعددة داخل أوكرانيا، وأسفر عن سقوط قتلى مدنيين وأضرار كبيرة في البنية التحتية للطاقة. ويأتي الهجوم في وقت تتواصل فيه جهود دبلوماسية، تقودها الولاياتالمتحدة، لمحاولة دفع الطرفين نحو تسوية سياسية، وسط تباين واضح في المواقف بين موسكو وكييف بشأن مسار السلام. هجوم جوي أطلقت روسيا، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين، أكثر من 650 طائرة مسيّرة وعشرات الصواريخ في هجوم واسع، استهدف عدداً من المناطق الأوكرانية. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الهجوم طال منازل سكنية وشبكة الكهرباء في 13 منطقة داخل البلاد، متسبباً في انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي، في ظل درجات حرارة شديدة البرودة. الموقف الأوكراني اعتبر زيلينسكي أن الهجوم يعكس استمرار النهج العسكري الروسي، مشيراً إلى أن القصف جاء في توقيت حساس يتزامن مع حديث عن تقدم في مسار التفاوض. وقال في منشور عبر تطبيق «تليجرام» إن الضربات وقعت في وقت يسعى فيه المدنيون لقضاء فترة الأعياد بأمان، وفي ظل محادثات جارية لإنهاء الحرب. وأعرب مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون عن تشككهم في جدية موسكو بالانخراط في جهود السلام، في ظل استمرار العمليات العسكرية على نطاق واسع. الجهود الأمريكية تواصل الولاياتالمتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترمب، الضغط للتوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن المحادثات لا تزال تواجه تعقيدات كبيرة بسبب اختلاف المطالب بين الجانبين الروسي والأوكراني. وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إنه أجرى محادثات وصفها ب«المثمرة والبنّاءة» مع ممثلين أوكرانيين وأوروبيين في فلوريدا، بينما اكتفى ترمب بالقول إن المحادثات «تسير على ما يرام»، دون الإشارة إلى اختراق ملموس. من جهتها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 635 طائرة مسيّرة من أنواع مختلفة و38 صاروخاً، مؤكدة أن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض 587 طائرة مسيّرة و34 صاروخاً. قطاع الطاقة قال وزير الطاقة الأوكراني بالوكالة، أرتيم نيكراسو، إن الهجوم يُعد التاسع الواسع النطاق الذي يستهدف شبكة الطاقة الأوكرانية منذ بداية العام، متسبباً في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة، خصوصاً في غرب البلاد، مع فرض انقطاعات طارئة في مختلف أنحاء أوكرانيا.