دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 100 فلسطيني إلى حياة بلا مأوى، بعد أن شرعت في هدم مبنى من أربعة طوابق يقطنه عشرات الأسر في حي سلوان، قرب البلدة القديمة في القدسالشرقية. وبحسب شهود، كان المبنى يضم أكثر من عشر عائلات، بينهم نساء وأطفال ومسنون، وأُبلغ السكان بتغيير ملابسهم وأخذ الوثائق الضرورية فقط، دون السماح لهم بنقل أثاثهم. وأوضحت محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله أن الهدم يأتي في إطار "سياسة ممنهجة للتهجير القسري"، واصفة العملية بأنها "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية؛ تهدف لتفريغ مدينة القدس من سكانها الفلسطينيين الأصليين". وأفادت منظمتا "عير عميم" و"بمكوم" الحقوقيتان الإسرائيليتان أن الهدم بدأ دون إنذار مسبق، قبيل ساعات من اجتماع كان مقرراً بين محامي العائلات ومسؤول في بلدية القدس لمناقشة تسوية وضع المبنى، موضحتين أن العملية تعد "أكبر عملية هدم نفذت في القدس خلال العام 2025″، حيث فقد نحو مئة عائلة منازلها هذا العام. من جهتها، بررت بلدية القدس الإسرائيلية الهدم بأن المبنى "بُني دون ترخيص"، وأن "أمر الهدم القضائي سارٍ منذ العام 2014″، مشيرة إلى أن الأرض مصنفة "للترفيه والرياضة" وليست مخصصة للسكن. وتعاني القدسالشرقية أزمة سكن حادة، حيث لا تمنح السلطات الإسرائيلية إلا أعداداً قليلة من تصاريح البناء، ما لا يتناسب مع النمو السكاني الفلسطيني، وفقاً للفلسطينيين ونشطاء حقوق الإنسان. ويعيش في القدسالشرقية أكثر من 360 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى نحو 230 ألف إسرائيلي، بينما تعتبر إسرائيل المدينة بأكملها عاصمتها "الموحدة"، في حين يطالب الفلسطينيون بالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.