وفقاً لما كتبته إحدى الصحف لفظ طالب جامعي أنفاسه الأخيرة وهو ممدد على أرضية قسم الطوارئ في مستشفى البشائر ، لعدم وجود سرير شاغر لإسعافه من إصابة بالغة لحقت به في حادث مروري على طريق أبها - الطائف ، وقد عايش مندوب الصحيفة الواقعة لحظة بلحظة منذ وصول المصابين إلى المستشفى وتبين عدم وجود أسرة لهم في قسم الطوارئ ، على أن المستشفى أفاد بأن الابن وصل إليه جثة هامدة .. وهذا إن صح فلا يجب أن توضع الجثة في الممر بل يجب أن توضع في غرفة مزودة بالأجهزة وتفحص ، وتبذل كل الجهود لإنقاذ حياته ، ثم إن هذا يخالف ما قاله مندوب الصحيفة وشهود العيان ، على أن المستشفى على أية حال لم يقرر أنه كانت هناك غرف خالية ، وهذا ليس باالمستغرب أو الجديد ، فغرف الطوارئ في جميع مستشفيات الحكومة مشغولة تماما ، وهو ما يُلجئ المصابين إلى المستشفيات الخاصة التي غالبا ما ترفضهم مع أن هناك أوامر صارمة بقبولهم ، وعلاجهم على حساب الوزارة ، على أن القرى والمدن الصغيرة ليس فيها مستشفيات خاصة ، ولهذا فإن المصابين في الحوادث غالبا ما يواجَهون بعدم وجود غرف شاغرة ، وهذا يجعلنا نعترف غصبا بأنه لا توجد لدينا في المملكة أسرة في الطوارئ أو في غيرها من العنابر تتناسب مع عدد المواطنين ، وأننا في حاجة إلى بناء العشرات من المستشفيات ، وأننا يجب ألا نعتمد على القطاع الخاص في ذلك إذ ليس من المربح له أن يبني مستشفيات في القرى والمدن الصغيرة.