أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اليوم الخميس انه ابلغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعتذاره عن تشكيل حكومة بعد رفض الأقلية النيابية تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية التي قدمها. وتلا الحريري أمام الصحافيين بيانا مكتوبا اثر اجتماعه مع سليمان في مقر الرئاسة الصيفي في بيت الدين شرق بيروت قال فيه، "لما كان التزامي تشكيل حكومة وحدة وطنية اصطدم بصعوبات باتت معروفة، أعلن للجميع أنني تقدمت من فخامة الرئيس باعتذاري عن تشكيل الحكومة". وتمنى أن "يصب هذا القرار في مصلحة لبنان وان يشكل مناسبة لكسر الحلقة المفقودة وإطلاق عجلة الحوار وإجراء استشارات نيابية تنتهي إلى قيام حكومة جديدة تكون قادرة على قيادة البلاد وتوحيد اللبنانيين حول دولتهم". وكان الحريري قدم الاثنين إلى سليمان صيغة لتشكيلة حكومية من ثلاثين وزيرا تضم كل الأطراف. إلا أن الأقلية، وابرز مكوناتها حزب الله الشيعي والتيار الوطني الحر برئاسة النائب المسيحي ميشال عون، رفضتها. وبررت الأقلية موقفها بما أسمته "سابقة في الممارسة الدستورية" في لبنان، معتبرة انه يعود لها وحدها حق تسمية وزرائها. وتتمسك الأقلية بحقائب وأسماء لا يوافق عليها الحريري، ابرز أقطاب الأكثرية. ويؤكد هذا الأخير آن الدستور يفرض عليه التشاور مع الكتل النيابية، أنما يعطيه الحق باختيار الوزراء وتوزيع الحقائب الوزارية. كما يؤكد أن الحكومة يجب أن تعكس فوز الأكثرية في الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران/يونيو. وقال الحريري في بيانه اليوم انه أجرى منذ تكليفه "جولات وجولات من المشاورات كانت تنتهي دائما إلى وجود تعطيل في مكان ما والى المراوحة في طرح شروط تهدف إلى إلغاء نتائج الانتخابات وتسخيفها". ومضى على تكليف الحريري تشكيل الحكومة 75 يوما تخللتها مشاورات شاقة. ويجمع المحللون على أن جزءا من العقدة خارجي، وان التعثر سببه البرودة التي طرأت أخيرا على العلاقات بين سوريا التي تدعم الأقلية والسعودية المساندة للأكثرية، بالإضافة إلى عوامل إقليمية ودولية أخرى