ما من فرد من أفراد هذا المجتمع على امتداد جغرافيته من مياه الخليج شرقاً، وحتى سواحل البحر الأحمر جنوباً وغرباً، وبكل شرائحه وأطيافه الاجتماعية إلا وهاجس التحديث والتطوير يعيش معه في كل تفاصيل حياته ؛ فالكل يعيش رؤى، وأفكاراً، ورغبات في صناعة التكامل على كل الصعد، والمناحي، والتوجهات ، ويرغب أن يكون الوطن متفاعلاً مع الثورة العلمية والحضارية والفكرية التي يعيشها العالم إن لم يكن أحد صناع هذا التفوق، والإلهام، والحافز، وينشط في اقتحام التاريخ، وتفعيل ديناميته، سيما وأن الوطن بقدراته، ومقدراته، وموقعه الريادي والقيادي مؤهل تمام التأهيل لأنْ يُخضع الزمن، والظروف للفوز في سباقات النمو، والتنمية إن على المستوى الاقتصادي، أو التربوي، أو التعليمي، أو الإنتاجي، أو الثقافي التنويري. هذه حقيقة من حقائق الواقع، نجدها في الأحاديث، والحوارات، والكتابات الصحافية، وفي سلوك إنسان الشارع البسيط، كما نجدها في المدرسة، والشارع، والمصنع، والمزرعة، وفي كل تجمع بشري. والحقيقة الأخرى التي لا تقبل النقاش أن هذه الرغبة هي هاجس وهمّ القيادة بما يشي بهما توجهها المبهر في القرارات، والرؤية، والعمل الجاد نحو تحديث الحياة، والمجتمع، والتعليم، والاقتصاد. وخلق الفرص للجميع من أجل العطاء، والخلق، والإبداع، والإنتاج. والعمل على أن يتساوى الجميع في فرص التعليم المعقلن والمتطور، والتدريب الذي هو أساس تكوين الكائن الفاعل ، وأن نصل إلى اليوم الذي تكون عملية الإنتاج بآفاقها، وفضاءاتها هي مسؤولية يقوم بها الإنسان السعودي «ولا شوفينية» في هذا. إذن: يكون السؤال المطروح كالتالي: - على من تقع مسؤولية استنهاض حالة وعملية التحديث، والتطوير..؟؟ والسؤال ضخم، وكبير قد لا يمكن الإجابة عنه من عندي، ولا في زاوية محدودة المساحة والكلمات..! غير أني أحسب أن المسؤولية تقع على النخب الاجتماعية. وبالذات رجال الاقتصاد، والمفكرين، وأساتذة الجامعات، ورجال القلم والرأي والفكر فهم وحدهم يحملون مسؤولية توجيه الفرد، وتحديد مساراته، وتحقيق رغباته وأمنياته عبر العمل الجاد من أجل الوطن، لا أن ينصرف كل واحد من هؤلاء إلى تحقيق ذاته، ونجاحاته، وتكوين مجتمعه الخاص الذي ينفصل عن الالتحام بالمجموع، ويترك هموم الوطن، وهواجس الإنسان إما تجاهلاً، وإما يأساً. هل وصلت الفكرة..؟؟ أتمنى، وأختم، وأستأذن.