ألست أنا العالم المستنير ألست أنا الفلكي الخبير ألست الذي قد تحدى الفضاء وراقب في الغاب جعلاً يسير ألست الذي طاف كل البحار وشق الطريق بها للمسير ألست الذي شيد الناطحات ونقل أصواته في الأثير فماذا دهاني في سورتي تثور البحار وما من مجير وأقماري الزهر مشغولة بنقل المجون بشروى نقير أليست لنا الأرض أماً رؤوما غذتنا بماء الحياة النمير رعتنا ولم ترج منا سوى حمايتها من دعاة الفجور لقد عُقت الأرض بالموبقات وعُقت بكبر الوليد الغرير نُعانق فيها النجوم الغواني ونحقر فيها نجوم الضمير تنقي الهواء بها للقوي ونلقي بأقذاره للفقير ونرخص للحرب أموالنا وتغلو على البائس المستجير فلما غدونا بها كالشهاب يُريك البريق ويختفي السعير وضجت بنا الأم نحو السماء وثارت بأنفاسها في الهجير وضج لها الصخر والكائنات ومدت أياديها للنصير فضجت لهذا العقوق السماء وهبت ملائكها للنفير فهاج المحيط بأمواجه وزلزل قيعانه والبحور فدكت شواطئنا دكة ومادت فلم يبق فيها بشير وغيل بها كل روح وانس فليس سوى الموت فيها يسير وغيل كذاك الربا والرياض فما عدت ترقب غير الثبور وحيل فكل الفضاء غريق سوى جبروت الإله الكبير ترفق أخي فذي نة بها قد تبدى إله قدير طوى الخلق اجمع في كفه فأين المفر وأين المصير؟ تجاوزت ظني في قوتي فما أنا إلا بغاث صغير * في أعقاب زلزال المحيط الهندي وموت مئات من الناس.