بدت الفرحة العارمة على وجوه ركاب الطائرة السودانية المخطوفة المفرج عنهم لدى عودتهم إلى ديارهم ولم شملهم بأسرهم فجر أمس الخميس بعد محنة خطف طائرتهم على ايدي مسلحين اجبروها على التوجه إلى ليبيا وهددوا بتفجيرها. واستسلم الخاطفان إلى السلطات الليبية في مطار الكفرة (جنوب شرق ليبيا) في الصحراء الاربعاء بعد الافراج عن كافة ركاب الطائرة بعد 24ساعة تقريبا من بدء عملية الخطف في دارفور. وذكر مسؤول ليبي في المطار العسكري الذي يعود تاريخه إلى فترة الحرب العالمية الثانية ان "الخاطفين استسلموا دون اي عنف والطاقم بخير". وتجمع نحو 150من اقارب الركاب في مطار الخرطوم فجر الخميس وانطلقت الزغاريد وسط دقات الطبول للترحيب بالركاب المفرج عنهم. وقال اسحق عبد الله يحيى ( 25عاما) الطالب من جنوب دارفور "انا سعيد للغاية. الحمد لله، انا سعيد للغاية". وقال الركاب ان الخاطفين اللذين كانا مسلحين زعما ان لديهما عبوات ناسفة على متن الطائرة وهي من طراز بوينغ 737وهددا بتفجيرها. واضاف يحيى ان "احد الخاطفين امر الجميع بعدم التحرك من مقاعدهم، وقال (اذا تحرك اي شخص سأفجر الطائرة وستصبحون جميعكم عدما، ونصبح نحن عدما وكل شيء يصبح عدما". وخطف المسلحان اللذان زعما انهما من منطقة دارفور المضطربة في السودان، الطائرة الثلاثاء بعد اقلاعها بقليل من مدينة نيالا اكبر مدن دارفور. واستسلما بعد مفاوضات استمرت عدة ساعات وادت إلى الافراج عن كافة الركاب وعددهم 87راكبا من طائرة "صن اير" التي اجبرت على الهبوط في ليبيا مساء الثلاثاء بعد نفاد وقودها. الا ان الخاطفين رفضا الافراج عن طاقم الطائرة وعددهم ثمانية وطالبوا باعادة تزويد الطائرة بالوقود والتوجه إلى باريس، حسب مسؤول. وقال احد الركاب طلب عدم الكشف عن هويته ان الحرارة اصبحت مرتفعة جدا داخل الطائرة بعد تعطل التكييف الهوائي، مشيرا إلى ان الرائحة الناجمة عن تقيؤ الركاب وتبول الاطفال وتعفن اللحوم التي كان يحملها الركاب في امتعتهم اصبحت لا تطاق. واضاف "لم يكن بامكاننا ان نتحرك ولم نستطع الذهاب إلى المرحاض او شرب الماء". واضاف "لقد انتابني الخوف (..) وقالوا ان بحوزتهم متفجرات". وذكر الخاطفان، اللذان رفضا التحدث مباشرة مع السلطات الليبية، انهما ينتميان إلى جيش تحرير السودان (احدى حركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور)، ويرغبان في الالتحاق بزعيم الحركة عبد الواحد محمد نور في باريس، حسبما ذكر مدير مطار الكفرة العسكري خالد ساسيا.