@@ لا يوجد بلد في هذا العالم.. يفكر في هموم شعوب الارض.. ويحس بمعاناتهم الحقيقية.. كما هو حال هذه البلاد.. وقيادة هذه البلاد.. وسلوك هذه البلاد.. @@ واذا كانت هناك شخصية تاريخية قد استحقت ارفع الاوسمة والجوائز لاعمال انسانية قدمتها على مدى التاريخ الطويل.. فإن بامكاننا ان نتحدى العالم كله.. ان يكون هناك من فاق في صدق مشاعره.. وتعدد مبادراته.. ووقفاته الانسانية الخالدة.. وتفانيه المطلق في التفكير وفي تحمل هموم الانسان في كل مكان من هذا العالم.. كما فعل ويفعل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. @@ فالتاريخ وان كان يحفظ للكثيرين عظيم مساهمتهم في خدمة الانسان.. الا انه سيتوقف طويلا عند شخصية الملك عبدالله.. لانه لا يفعل ما يفعل الا بدوافع انسانية.. واخلاقية بحتة.. تتشكل منها شخصيته.. وتعبر عنها سجاياه.. @@ وما اعلنه - يحفظه الله- يوم امس الاول عن (مبادرة الطاقة من اجل الفقراء) انما يؤكد ان التاريخ يقف امام شخصية عالمية فريدة.. تستوعب قضايا العصر بعمق.. وتركز اهتمامها بصورة اساسية على طبقة الفقراء والمعدمين.. وتعطى مجتمعاتهم الفقيرة اولوية مطلقة في سياساتها.. وخططها وبرامجها.. وفي توظيف الثروة التي اعطاها الله لهذه البلاد توظيفا مسؤولا يجمع بين مصالح الوطن وابنائه وبين احتياجات الدول والشعوب الاخرى ومصالحها.. بتوازن يندر مثيله.. @@ فالتنمية الشاملة التي تشهدها المملكة.. @@ والخطط والبرامج والمشاريع التي تسخر لخدمة الانسان فيها.. @@ والآفاق المستقبلية العريضة التي تتحرك باتجاهها بقوة حتى لا يصبح بيننا فقير او محتاج.. @@ كل هذه التوجهات.. والامكانات المسخرة لخدمة أبناء الوطن.. لم تحل دون ان نفكر في الانسان الاخر.. وفي المجتمعات الاخرى.. @@ وما تخصيص مبلغ (500.000.000) خمسمائة مليون دولار امريكي كقروض ميسرة عن طريق الصندوق السعودي للتنمية لتمويل مشاريع الدول النامية على الحصول على الطاقة وتمويل المشاريع التنموية التي تحتاجها.. ما هذه المساهمة الجديدة الا تأكيد على ان المملكة تنظر الى هذا العالم بشمول.. لادراكها بان اتساع الهوة بين الاغنياء والفقراء ستؤدي الى كارثة ضخمة.. وان معالجة هذا الوضع تتطلب رؤية عالمية عادلة.. ومنصفة.. ومتوازنة.. @@ ولذلك فان الملك الانسان.. دعا البنك الدولي الى تنظيم اجتماع عاجل للدول المانحة والمؤسسات المالية الاقليمية والدولية لمناقشة مبادرته.. @@ كما دعا المجلس الوزاري لصندوق اوبك للتنمية الدولية الى اجتماع اخر لاقرار برنامج موازٍ للبرنامج السابق له صفة الاستمرارية يخصص له مليار دولار.. لن تتردد المملكة ايضا في الاسهام فيه.. وفي أي برنامج يقره البنك الدولي من اجل العمل على ازالة (الهوة) العميقة بين الاغنياء والفقراء في هذا العالم.. @@ ان هذه النظرة الانسانية تدل على ان المملكة تقود العالم الى برنامج لدفع الشر.. الى برنامج لتجنب حالة الانفجار.. الى برنامج لاشباع الجياع حتى لايضطروا في ظل الفاقة واستشراء الظلم.. واتساع حجم المعاناة الى التعبير عن (النقمة) بطرق يائسة.. وغير مسبوقة.. @@ ذلك ان المجتمع البشري يعيش حالة من الغليان بفعل تزايد حجم الفجوة بين صورة التقدم الصارخة لبعض مناطقه.. وصور التخلف المريع في العديد من انحائه.. وما لم يتدارك زعماء العالم وقادته ومفكروه هذا الامر.. ويعملوا على تحقيق التوازن باشاعة العدل والمساواة والاهتمام باوضاع الدول الفقيرة.. فان المستقبل سوف لن يكون مطمئنا.. ومريحا.. @@ لكل ذلك.. @@ فان مبادرات المملكة.. ومساهماتها.. في التخفيف من حدة هذه الحالة.. تشكل نهجا لا بد من التضامن معه.. والسير فيه.. وترجمته الى برامج تنموية ضخمة.. تتضافر جميع جهود دول العالم على تحقيقها.. اذا كنا نريد الاستقرار.. والامن.. والسلام.. والوئام يسود.. وينتشر.. ويعم. @@@ ضمير مستتر : لا شيء يخاف عليه الفقراء.. ولا شيء يخشون منه اذا لم ينصفهم العالم ويخفف من وطأة معاناتهم..