فهد بن سلطان يشيد بأعمال "الأمر بالمعروف"    تقرير "911" على طاولة نائب أمير الرياض    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الوليد بن خالد بن طلال    بعد غيبوبة طويلة مؤثرة في المشاعر.. الأمير الوليد بن خالد بن طلال إلى رحمة الله    «سدايا» تُطلق البيئة التجريبية لتطبيق «توكلنا»    أمير الشرقية يدشن مشروعات في القطاع الجوي ب1.6 مليار ريال    أمير المدينة يطلع على مؤشرات سلامة المنتجات    8.5 ألف متدرب بمبادرة "رافد" العام الماضي    إعفاءات جمركية لدعم الصناعات الوطنية    دراسة: الهواتف الذكية تساعد في الكشف عن الزلازل    إدانة نائبة أمريكية في قضية سرقة قطة    روسيا تعلن استعدادها لتسوية النزاع الأوكراني    الإكوادور تسلّم الولايات المتحدة زعيم أخطر عصابة لتهريب المخدرات    غزة تختنق جوعاً تحت الحصار    كييف تقترح إجراء محادثات سلام مع موسكو.. الأسبوع المقبل    انطلاق منافسات بطولة العالم للبلياردو 2025 في جدة    رسميًا.. الهلال خارج السوبر … ورد فعل الاتحاد السعودي    الكابتن عمر الثاقب ل«الرياض» بعد فوزه بالذهبية: تنظيم بطولات البادل بالمملكة يرفع مستوى الوعي بها ويشجع على ممارستها    المحسن: لا نشعر بالمرحلة الانتقالية في «الدانة»    في الشباك    في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. فريق سبريت يتوج ببطولة"Dota 2″ ومليون دولار    ريال مدريد لا يمانع رحيل روديغر للدوري السعودي    ناشئو أخضر اليد يواصلون معسكرهم الإعدادي استعداداً لمونديال 2025    مكافحة التعصب الرياضي    محمد بن عبدالعزيز يتسلم تقرير التعليم    ضبط 21058 مخالفًا للإقامة والعمل وأمن الحدود    المرور: 300 ريال غرامة قيادة الدراجة الآلية بدون رخصة    "قبول" تكشف مزايا الفرص الإضافية ل"تسكين الطلاب"    «قصبة المضمار»    نجوم الغناء العربي يشاركون في موسم جدة    أرملة محمد رحيم تتهم عمرو دياب بسرقة لحن    " الثقافة" تطلق منحة الأبحاث المرتبطة بالحرف اليدوية    «فنون المدينة» «تحكي قصصًا»    جمعية "واعي جازان " ومركز مسارات يسلطان الضوء على ظاهرة الطلاق العاطفي    تداوليغلق على تراجع    القطاعات غير النفطية تعزز النمو الصناعي    التنظير بين التجربة الشخصية والحكم على الآخرين    مكة والمدينة تتصدران متوسط مدة الإقامة بالفنادق    المزاد الدولي لمزارع الإنتاج للصقور يجمع العالم في الرياض    أمانة الرياض توقع إتفاقية لتأهيل مرصد الأهلة بتمير بالتعاون مع الأهالي والسكان    أمير تبوك يواسي الدكتور عبدالله الشريف في وفاة والدته    61 ألف مستفيد من الإرشاد بالمسجد النبوي    أمير تبوك يستقبل مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة    أمير منطقة جازان يستقبل رئيس مجلس إدارة كلية "منار الجنوب" للعلوم والتقنية    أمير منطقة جازان يتسلّم التقرير الشامل لأداء "تعليم جازان" وخططه المستقبلية    الجوازات تحث المواطنين على التأكد من مدة صلاحية الجواز قبل السفر خارج السعودية    هونج كونج تصدر أعلى تحذير من العاصفة مع اقتراب الإعصار ويبا    الرنين المغناطيسي يقتل رجلا    86 ألف مكالمة في يوم واحد إلى مركز 911    أزياء مستلهمة من ثقافة المملكة    مطلقات مكة يتصدرن طلبات النفقة المستقبلية باستقطاع شهري    الإطاحة بمقيمين لترويجهما مادة الكوكايين المخدر    أشياء يومية تعج بالبكتيريا الخفية    فوائد غير متوقعة للنحاس عند كبار السن    دراسة: البيض لا يرفع مستويات الكوليسترول الضار    وفاة «مؤثر» اتبع حمية اللحوم لمدة 3 سنوات    ترسيخ الاعتدال ومحاربة التطرف    السعودية تُرحب بالتوقيع على إعلان مبادئ بين الكونغو وتحالف نهر الكونغو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يؤدي أكل لحم الطيور إلى التسمم بالذرنوح؟
من قلب الصحراء
نشر في الرياض يوم 10 - 06 - 2008


البارحة عيّا يلجلج نظيري
لكنّ به سمّ الافاعي وذرنوح
هذا بيت من قصيدة قالها شاعر وعده عمه بتزويجه ابنته عندما تبلغ لكنه زوجها لغيره. ومما قال:
العام لي واليوم صارت لغيري
تعرّضه من وال الاقدار ساموح
وكلمة الذرنوح مرادفة للذرناح التي أتت في بيت للشاعر عبدالله بن سبيل عندما قال:
الى ذكرت اللي حديثه ذباحي
وغرٍ يوريني عسلهن وهو شاح
واللبة اللي مثل بيض المداحي
اسهر وكن بناظر العين ذرناح
من هذه الأبيات سنقف عند كلمة الذرناح أو الذرنوح التي ترد في بعض القصائد الشعبية للشعراء المعاصرين ويعنون بها السم، وربما أتى ذلك المعنى من الخلط بين كلمتي الذرنوح والزرنيخ. والزرنيخ هو السم بينما (الذرناح) من الأسماء الشعبية عند أهل نجد لحشرة صغيرة تقارب في الحجم حبة القهوة، وجاء في لسان العرب والقاموس المحيط أن: (الذُّرءنوح، والذُّرُحءرُح، دُوَيءبَّة حَمءراء مُنَقَّطَة بسَواد، تَطير وهي من السُّموم). وتعرف هذه الحشرة في المصادر العلمية بالأسماء التالية: (الدُّعءسُوقة، وخنفساء أبي العيد، وذبابة أسبانيا، والليدي بيرد). وأيا كانت التسمية فهي نوع من الخنافس الصغيرة تكون غالبا حمراء اللون وأحيانا صفراء أو برتقالية زاهية ومنقطة بنقط سوداء صغيرة، وتوجد بين النباتات البرية في الصحراء بكثرة في فصل الربيع، وتكثر أيضا في المزارع الخالية من المبيدات الحشرية، فهي حساسة جداً من المبيدات ولهذا يمكن اعتبار وجودها أو عدم وجودها خاصة في فصل الربيع معياراً في التمييز بين المزارع في المنطقة الواحدة في اعتماد أصحابها على استخدام المبيدات والمواد الكيميائية. وقد استخدمها قديماً الآباء والأجداد في منطقة نجد لعلاج الجرب، حيث يجمعون كمية من الذرنوح ويهرسونها أو يدقونها مع مواد أخرى لاستخدامها كعلاج أشبه بالمرهم يوضع على الجلد وتحديدا على مكان الإصابة بالجرب، ويعرفون (بالتجربة) أنها تتسبب بحرارة على الجلد أشبه بحرارة الفلفل. فماذا تقول الحقيقة العلمية؟
تعتبر أسبانيا أبرز الدول التي تربي هذه الحشرة ولهذا سميت بذبابة أسبانيا، وتربيتها لهم من أجل إكثارها والاستفادة منها (طبياً) في استخراج مادة كيميائية من تحت جناحها تسمى (الكانثريدين) تستعمل في مجال العقاقير الطبية لعلاج بعض الأمراض الجلدية وتدخل في تراكيب المراهم ولصقات الجروح، كما أنها؛ أي الذرنوح، تستخدم كوسيلة فاعلة للقضاء على الحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية، وقد سجلت إحدى الدراسات أن يرقة واحدة من هذه الحشرة قضمت خلال مدة خمسة عشر يوما (90) حشرة أخرى بالغة وثلاثة آلاف يرقة حشرية ضارة بالمحاصيل الزراعية، ولهذا يحرص أصحاب مزارع الفواكه في الدول الأوروبية وأصحاب مزارع الفستق في الدول العربية والآسيوية على وجود هذه الخنفساء الصغيرة على الأشجار لأنها تقضي على حشرات أخرى بمثابة آفات على المحاصيل.
نأتي إلى الإجابة على السؤال الذي طرحه العنوان كيف يؤدي أكل لحم الطيور إلى التسمم بالذرنوح أو الذرناح؟
يعتبر (الكانثريدين) مادة سامة وخطيرة إذا استخدمت داخليا وبخاصة على جهاز البول، ولهذا تظهر أعراض وعلامات تبين تضرر المسالك البولية لدى ممارسي صيد وأكل طيور الدخل وغيرها من الطيور الصغيرة التي تتغذى على الذرنوح، فالمعروف أن الحشرات تشكل الغذاء الرئيسي للطيور دون أن تتضرر من ذلك، فإذا طبخ الصياد صيده من الطيور المهاجر خاصة الدخل وأكلها دون أن يقوم بنزع أحشائها التي تضم الذرنوح في هذه الحالة فإن ذلك يتسبب في حدوث التسمم. ومن الطريف أن هناك مهووسين بصيد طيور الدّخل وغيرها من الطيور الصغيرة وطبخها وأكلها أثناء تواجدهم في ميدان هذه الرياضة الشعبية يسخرون ممن ينظف أمعاءها ويعتقدون أن ذلك ترف لا لزوم له فضلا عن توهمهم أن طيور الدخل تفقد طعمها اللذيذ إذا لم تؤكل كاملة بما في ذلك أحشائها. وأطرف من ذلك أن هنالك صيادين يعرفون أن أكل طيور الدخل خاصة عند صيدها في رحلة عودة الطيور المهاجرة؛ التي توافق فصل الربيع حيث تكثر حشرة الذرنوح.. يعرفون أن الطيور تتسبب بألم في جهاز البول ولا يعرفون منشأه، ولذلك يحمل هؤلاء حبوبا يصرفونها من الصيدليات ويتناولونها كعلاج استباقي للتخفيف من الألم خلال رحلة صيد وأكل طيور الدخل!.
بالمناسبة، سميت الدُّخَّل في اللغة العربية بهذا الاسم لأنها تأوي الغيران والشجر الملتف وتلوذ بكل ثقب ضيق لتتقي الجوارح، وهي طيور صغيرة ذات مناقير مدببة وطويلة قياسا إلى حجمها، كما أنها كثيرة الحركة والزقزقة ولذلك سميت في المصادر العلمية المغردات أو الهوازج. ومن أسمائها المحلية في المملكة (الشحيمي).
وفي الأسبوع المقبل لنا لقاء من قلب الصحراء
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.